صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 08 - 11 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

البلدوزر.. ديبلوماسي

لا ينسى شارون الديبلوماسية. وهو باعتباره رئيس وزراء منتخب يمثل بطريقة ما رأي الأكثرية الصهيونية على أرضنا الفلسطينية. وسياساته الدموية التي يضرب بها المثل لا تمنعه أن يكون ديبلوماسياً حين يشاء.

علاقات شارون الخارجية دائبة.. تفتح طرقاً أو تحفر أنفاقاً وسراديب بكل اتجاه، حتى في اتجاه المنظومة العربية والإسلامية، وباتجاه دول هي بمثابة الحليف التقليدي لأمتنا وقضايانا.. شارون يتحرك باتجاه تركية، وباتجاه الهند، وبالأمس كان ثمة عقد مع (إندونيسيا) لتحديث طائراتها وهو عقد لم يكن ليكون لولا أن جسراً من العلاقات الدافئة قد تم إبرامه !!

زيارة شارون الثالثة لموسكو جاءت في ظرف أبدى فيه الروس استعداداً للتدخل بشكل أكبر في منطقة الشرق الأوسط، وفي محاولة عرض العضلات أمام الإدارة الأمريكية.

وفي حضور الرئيس بوتين بدا شارون معتداً بنفسه ومتبجحاً، قال مشيراً إلى بلده إنها (تتمتع بالحق والقوة للدفاع عن نفسها بقواها الذاتية) (ينسى شارون في حديثه عن القوى الذاتية عمليات نقل الدم اليومي الذي تحقن به الإدارة الأمريكية الوجود الصهيوني مادياً ومعنوياً). وقال أيضاً باعتداد مفرط (نحن دولة صغيرة جداً لكنها تملك مواهب كثيرة).

زيارة شارون لموسكو جاءت لقطع الطريق على العلاقات الروسية العربية والإسلامية. كانت النقطة الأولى على أجندة شارون هي الطلب إلى روسيا التوقف عن محاولاتها تحويل خارطة الطريق من قرار (للرباعية) إلى قرار لمجس الأمن. وأن ينقل إلى القيادة الروسية إيمان الصهاينة بحقوقهم التاريخية في فلسطين كل فلسطين، والتأكيد على أنهم حين يقبلون بقيام دولتين مهما كان حجم الدولة الموعوة للفلسطينيين فإنهم يتنازلون عن كل شبر من الأرض يتركونه مقابل معادلة السلام التي يجري وراءها بعضنا.

النقطة الثانية التي أراد شارون أن يتوقف عندها هي قطع الطريق على محاولة سورية استئناف عملية تسليح جيشها التي بدأها نائب رئيس الجمهورية خدام، بعد أن توقفت هذه العملية منذ زمن ليس بالقليل. فشارون يريد دول المنطقة أجمع دولاً منزوعة السلاح أو لا تملك إلا أسلحة تراثية من بقايا العقود الخوالي. وهذا هو في الحقيقة وضع كثير من الجيوش العربية، التي يدفع قادتها المليارات مقابل أسلحة الخردة التي لا تنفع عند الحاجة إليها.

وبالطريق تأتي قضايا أخرى مثل قضية إيران ومفاعلها النووي في (بوشهر) وموضوعات تتعلق بالموقف الروسي من عمليات المقاومة ومنظماتها وكذا الموقف الروسي من العراق دون أن ينسى شارون التواصل مع الجالية اليهودية في روسيا التي أحجمت عن الاستمرار في الهجرة إلى فلسطين، ودون أن ينسى أن يظهر تعاطفه مع قضية الملياردير اليهودي الروسي الموقوف في السجون الروسية.

الذي يهمنا من أمر شارون، أنه مع كونه يملك كامل (الأوراق الأمريكية) حيث القرار الأمريكي بيده أكثر مما هو بيد الرئيس بوش أو حتى بأيدي المحافظين القدماء أو الجدد، ومع أن العرب قد استسلموا منذ أن انخرطوا في مسيرة التسوية إلى مقولة السادات 99% من الأوراق بيد الولايات المتحدة.. وهذا يعني أنها بالتالي بيد شارون، إذ أن الإدارة الأمريكية ما هي إلا قناع لمثيلتها الصهيونية، نقول الذي يهمنا من أمر شارون أنه مع امتلاكه كامل الورقة الأمريكية لا ييئس ولا يستسلم ويظل يتحرك لنصب الجسور أو حفر السراديب والأنفاق.

بينما سياساتنا الخارجية ماتزال موغلة في الانشغال بإطلاق تصريح ثم التعقيب عليه، ثم التعقيب على التعقيب وكأننا عدنا إلى عصر الهوامش والحواشي والشروح والمختصرات.

شارون يتقدم.. والمشروع الصهيوني يتقدم، ليس بقوة الحق، ولا بقوة المنطق، ولكن بقوة السلاح، وليس بالقوة الذاتية كما قال شارون بل بالقوةالأمريكية المستعارة، وحين يتقدم شارون ومشروعه، نتأخر نحن ويتراجع مشروعنا.

للحق نقول: مشروعنا الذي يتراجع هو المشروع العربي الرسمي الذي يمثله الاستبداد، والحكومات غير المنتخبة.. أما مشروعنا الحضاري والشعبي فله شأن آخر وبيانه عند نتائج استفتاء الاتحاد الأوروبي، الذي أكد أن جهود المقاومين قد أوهوا أساس البنيان الشاروني.

8 / 11 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ