قانون
محاسبة سورية والسيناريو العراقي
هل
كان بإمكان الرئيس العراقي تجنب
المصير الفاجع الذي انتهى إليه؟! بمعنى
آخر هل كان الرئيس العراقي السبب في
الهجوم الأمريكي على العراق، أو أن (العراق
) كان هو السبب؟!
العالمون ببواطن الأمور يجيبون
بأن احتلال العراق هو حلقة في مسلسل(
أمريكي –صهيوني) وأنه مهما كان تصرف
الرئيس العراقي فإن الذرائع الأمريكية
التي ثبت أنها قامت على الأغاليط
والأكاذيب، كانت ستقود القوات
الأمريكية على كل حال إلى العراق..
من جهة أخرى لا يشك أحد أنه كان
بإمكان الرئيس العراقي أن يغير كثيرا
في موقف الشعب العراقي. لو كان الشعب
العراقي بكل طيفه الوطني حضنا دافئا،
ولو كانت الموصل وكركوك والبصرة
والنجف والناصرية كلها (تكريت) لكانت
مقاومة الشعب العراقي غير المقاومة
التي شهدها المحتل، ولكانت قدرة
الرئيس العراقي على قيادة المقاومة
حقيقة واقعة، غيرت
الكثير من مجريات الأحداث ونهاياتها.
يعنينا من (السيناريو) العراقي
العبرة والدرس،
يعنينا أن نؤكد أن الرئيس العراقي
لم يكن بوسعه أن يغير القرار الأمريكي،
ولكنه كان قادرا بلا شك على أن يغير
الموقف الشعبي العراقي. وهذه هي العبرة
التي نقتنص..
قانون محاسبة سورية خطوة
مكرورة في سياق السيناريو العراقي
السابق...آخذين بعين الاعتبار أن قدرة
سورية على احتمال الحصار والضغط هي دون
القدرة العراقية، وأن سورية اليوم تقع
بين فكي كماشة الاحتلالين الأمريكي في
الشرق والصهيوني في الجنوب والغرب..
قانون محاسبة
سورية كما نفهمه ويفهمه كل الشرفاء من
أبناء شعبنا.. ليست حربا على (رئيس ) أو (نظام)
أو (فئة)، وإنما هي رمى التمهيد لشن حرب
مقررة النتائج مرسومة الأبعاد.. ضد
الوطن (التاريخ والحضارة) وضد الإنسان (الانتماء
والهوية) .. ومن هذا الإدراك الشمولي
والمستبصر لطبيعة المعركة نرى من
السذاجة أن يظن فريق وطني أن المعركة
تتعداه إلى من سواه، ونرى من البلاهة
أو الخيانة أن يتصنع البعض الشماتة في
النفس أو النقمة على الذات..
الإدارة (الأمريكية- الصهيونية
) تشن الحرب اليوم على سورية (الوطن -والإنسان)..
ولن تغير المناورات أو المطاولات
كثيرا من مخطط هذه الحرب، وإن كنا نؤيد
عمليا كل تعامل عقلاني مدروس مع المخطط
المتغطرس الأهوج.. ولكن مع التمسك بكل
الثوابت الوطنية المقدسة ..
وشعبنا العربي السوري بقواه
الجمعية هو الحارس الحقيقي للوطن
والهوية ،ومن هنا فإن أي مشاققة لهذا
الشعب رغبة
بما عند الأمريكين أو رهبة منهم،
إنما سيقود أصحابه إلى المصير الفاجع
الذي يفجع كل المخلصين حتى بمن كان
سببا في معاناتهم ومحنتهم.. ولم تكن
الشماتة قط من خلق الأسوياء.
لن يجدينا التنديد بالقرار
الامريكي، ولا التنديد بالإجراءات
التي ستليه، وما سيليه أعظم وأخطر،
وإنما الذي يجدينا أن ننغمس جميعا في
معركة الدفاع عن الوطن وتحقيق الذات..
16/12/2003
|