آخر تحديث يوم الثلاثاء 13 - 01 - 2004م

.....

رسائل الكراهية

كيلروي

وهبناكم المسيحية والمسيح

ماتزال رسائل الكراهية تردنا من الآخرين تترى. تردنا من متصدرين في السياسة أو الدين أو الفكر من أمثال (بوش) و(بويكين) و(برلسكوني) وينضم إلى القائمة الطويلة القصيرة هذه الأيام (روبرت كيلروي).

كيلروي يزعم أننا كأمة لم ننفع العالم بشيء، ولم نقدم للعالم شيئاً، وأن الحضارة التي ينتمي إليها ليست مدينة للعرب بشيء.. !!

مضحك المغفل الذي يجلس على غضن الشجرة ثم يبدأ بنشره من أصله، مما يلي الجذع.. !! مضحك لأنه يهدم الأساس الذي عليه بنى، ويقطع الأصل الذي عليه يرتكز..

ربما كيلروي من الغفلة والسذاجة والجهل، بحيث لا يعلم أن المسيح عليه السلام من بين ظهرانينا خرج، وعلى أرضنا درج، وأن المسيحية بكل سماحتها وسموها ودعوتها إلى الحب والإخاء والتسامي انطلقت من القدس قلب العالم بعد أن تخلصت من أنياب الذي لقبهم المسيح عليه السلام: أبناء الأفاعي.

نقول لكيلروي، الذي يزعم أنه غير مدين للعرب بشيء.. رد علينا فقط (الحرف والرقم) ثم احتفظ لنفسك من حضارتك بما تشاء..

رد علينا حرفنا في جلبابه الأول (ألفا ـ بيتا ـ جاما..) ورده علينا في جلبابه الثاني (A. B. C…) ثم ليكن لك (هجاؤك) الذي تصوغ فيه تاريخك وحاضرك العلمي والثقافي. رد علينا الرقم الذي غطى متوالية العدد.. وعد إلى رقمك التكراري على هيئة حساب الأطفال.. !!

لا نرى في هذا المقام رسالة أوجز من مقولة المفكر الفرنسي (بيير روسي) في كتابه العرب والعالم: (قد يقول قائل لولا العرب لما عرفنا أفلاطون وأرسطو، ولكن الحقيقة أنه لولا العرب لما وجد أفلاطون وأرسطو..)

الذين يصدرون رسائل الكراهية في هذا العالم هم أناس مولعون بالهدم لا بالبناء، رجال يعيشون في جحورهم النفسية الضيقة المظلمة، التي يعشعش فيها الجهل ويعمرها الحقد..

العقلاء الحكماء وحدهم هم الذين يتواصون بإشاعة الحب والألفة، ويجعلون التعارف لا التدابر أساس العلاقة بين الناس.

لقد أصبحت (المسكونة) قرية صغيرة، وأبناؤها بحاجة إلى شرعة الحب، ذاك الملاط الروحي الذي يجمع بين قلوب البشر.

13 / 1 / 2004