الرئيس..
الشريك
بعد
الإفراج عن الوثيقة الأمريكية التي
تؤكد أن الإدارة الأمريكية كانت على
علم بأن ضربة ما ستحدث في الولايات
المتحدة، وباستخدام طائرات، هل يستطيع
أحد أن يصدق أن الحدث الخطير المرير
مرّ بدون تواطؤ أو إغضاء من الإدارة
الأمريكية ؟!
كانت
الإدارة الأمريكية بدون أدنى شك،
تنتظر الحدث الذريعة، لتعلن حربها
الصليبية المستعرة (حسب تعبير الرئيس
بوش) على الإسلام والمسلمين. ربما لم
تكن الإدارة الأمريكية تتصور أن تكون
الطائرات سلاحاً، وأن يكون برجا
مانهاتن هدفين. ربما كانت تنتظر أن
تخطف طائرة، أو أن تحطم، أو أن يقتل
الرهائن من ركابها ؛ وبالتالي تكون
واقعة من هذا الحجم هي الذريعة وهي
المدخل لما يخطط له الرئيس بوش
وعصابته، ولذا أدار الرئيس بوش
وإدارته ظهره للجريمة وتركها تمر!! كل
التحذيرات التي كانت تتجه نحو
المطارات والطائرات لم تدفع الإدارة
إلى اتخاذ إجراءات وقائية تمنع وصول
الخاطفين إلى أهدافهم !! أو ليس هذا
نوعاً من الشراكة، بالباطن كما
يقولون، بين الرئيس بوش وبين غريمه
الأول، وهما اللذان صنعا المأساة
المعاصرة في العالمين العربي
والإسلامي، وفي فلسطين وأفغانستان
والعراق بشكل خاص ؟!
ألا
تؤكد هذه الواقعة أن هؤلاء الذين يظنون
أنهم يناصرون أمتهم بتقديم الذرائع
لأعدائها ليركبوا أكتافها، مخطئون
تصوراً وفهماً وأساليب عمل ؟!
وإذا
كانت جبال أفغانستان، التي يعتصمون
بها، قادرة على حماية العشرات أو
المئات فهل هي قادرة فعلياً على حماية
الملايين من الرجال والنساء والولدان
الذين يتركون في العراء بين نابيّ
ومخلب الوحش المستثار ؟!
ومن
ناحية أخرى تؤكد هذه الواقعة ضرورة أن
تتضام جهود أبناء الأمة للمقاومة
والصمود، وللوقوف في وجه سياسات
الانهيار والانصياع. إننا بقدر ما ندين
سياسة تقديم الذرائع بانتهاج الأساليب
اللاشرعية واللاإنسانية التي تتجسد في
أفعال كتلك التي حدثت في نيويورك أو في
مدريد أو في الرياض أو في الدار
البيضاء أو في النجف أو في كركوك.. نؤيد
من موقع المستبصر كل أشكال المقاومة
المشروعة التي تدور على أرض فلسطين
وأرض العراق، نؤيد جهاد أهل الفلوجة
وجهد كل عراقي شريف يمتطي الفعل القاصد
للدفاع عن أرضه وعن أمته وعن شرفه..
كان
بوش، كما تؤكد الوثيقة المغيبة حتى
حين، الممسك القوي بمنشار الإرهاب
الذي أزهق صاعداً وهابطاً حياة مئات
الألوف من بني البشر، وشريكاً في الإثم
الأكبر، الذي أصاب الضمير الإنساني،
مخلفاً جروحاً سيصعب دواؤها. كان
الشريك الذي سمح للمأساة أن تمر،
واستثمرها ليعمقها، وعبث بالجراح
لتوسيعها ؛ فكان بحق مؤسس الإرهاب
العالمي وموظفه.
14
/ 4 / 2004
|