برق
الشرق
سنة
رابعة رئاسة
ثلاث
سنوات مرت على استلام الرئيس بشار
الأسد مقاليد الأمور في سورية. وبغض
النظر عن جميع السوابق واللواحق،
تعتبر السنوات الثلاث زمناً كافياً
للإنجاز. وإذا ربطنا معامل الزمن
بمعامل التسارع الحركي الذي يشهده
العالم على جميع الصعد.. أي بعملية
بسيطة تقوم على النسبة والتناسب، فإن
الإنسان في هذا العصر يمكن أن ينجز في
يوم ما كان يستغرق شهراً من جهد سلفه،
وربما يستغرق سنة. إن دلالة السنوات
الثلاث مقترنة بسياقها العصري يمكن أن
تساوق ثلاثين سنة من عهود مضت، نقول
هذا ونحن نستذكر بعض ما وُصف به السيد
الرئيس من عصرنة وعلمية وانفتاح على
معطيات الحضارة التكنولوجية
والمعلوماتية.
إذا
أحب السيد الرئيس أن يخلو بنفسه ،
ويعبث بقلم على ورقة، ليتساءل ذاتياً:
ماذا حقق خلال السنوات الثلاث مما كان
يأمل، فأن هذا العمل سيكون صائباً جداً.
ومع إدراكنا أن كل إنسان يمتلك
المعاذير الذاتية التي تسوغ العجز
والقصور، فإننا لا نظن أن حصاد السنوات
الثلاث يمكن أن يرضي صاحبه بأي حال من
الأحوال.
لندع
جانباً لغة المتواطئين والمداحين
الذين طلب إلينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم أن نحثو
في وجوههم التراب، لنتمنى على السيد الرئيس
أن يعيد قراءة خطاب القسم، وسواء نظر
إلى هذا الخطاب على أنه برنامج عمل
ووعد، أو نظر إليه على أنه منهج تفكير،
فإنه على الحالين يبقى استحقاقاً
ينتظر الإنجاز.
كثيرون
حين يتحدثون عن مسيرة التطوير
والتحديث في سورية يستمهلون ويطلبون
المزيد من الوقت. ومن حقنا أن نقول
لهؤلاء: إن الشمس لا تقف لأحد.
لقد
تجسد الانتصار الحقيقي لقوى الإعاقة
المنتشرة في تضاعيف نظام الدولة أجمع،
خلال السنوات الثلاث الماضية، في
قدرتها على إسقاط المصداقية لكل وعود
التطوير والتحديث والإصلاح.
حين
يجري الحديث عن قطار للتحديث سيقلع
قريباً !! ينكر بعض المراقبين وجود
القطار أو وجود المحطة الأولى أصلاً،
ويعتبرون الوعود المتناثرة بلا سياق
جرعات أفيون يفرح بها الضعفاء
واليائسون..
أما
الذين يندفعون أكثر مع الأمل، فهم
يقرون بوجود المحطة ووجود القطار،
ولكنهم يؤكدون أن هذا القطار يسير على
ما دون الحطب !!
الواقع
الداخلي في سورية لايزال غارقاً فيما
كان ينبغي أن يتخلص منه في أيام. إن
مشروع بناء (الإنسان) المواطن القادر
على تحمل أعباء العصر والاستجابة
لتحدياته، لم تتضح معالمه بعد، بله أن
يوضع موضع التنفيذ.
ماتزال
(الاشتراكية) شعاراً مرفوعاً، بلا
مضمون، والسياسات الاقتصادية تسير كما
يركز ويبشر الإعلام الرسمي على ضرورة
أن يوضع المجتمع في خدمة الفرد !!
وماتزال منظومة الفساد السياسي
والإداري والمالي تنشب أظفارها في
بنية الدولة والمجتمع. حقوق المواطنة،
المساواة والكرامة والحرية والعدل
والعدالة إلى أين ؟!! كل ذلك بعض
مسؤولية السيد الرئيس..
وحين
نمد أعيننا إلى الوضع الإقليمي، إلى
العراق وفلسطين ولبنان والجولان فإننا
سنكون أكثر خيبة وانحساراً.
17
/ 7 / 2003
|