صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الجمعة 04 - 04 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

رسالة الطفل مكسيم كازبينتش

وجوه الرعب على الشاشة

يرسل الطفل الروسي ابن الاثني عشر عاماً الذي احتجز في ميناء (نوفورسيسك) الروسي وهو في طريقه للدفاع عن أطفال العراق والمشاركة في حماية الأبرياء، رسالته إلى أكثر من طرف في هذا العالم، آملاً أن تكون أقدر على البيان والتعبير من أشلاء أطفال العراق، وأنهار دمائهم المسفوكة ظلماً على يد الجزار الأمريكي وشركاه.

الجهة الأولى التي ينبغي أن تصلها رسالة مكسيم هي قادة الرأي والفكر والثقافة في الولايات المتحدة، إن كان في الولايات المتحدة قادة لغير حاملات الطائرات والبوارج والقاذفات والراجمات والقنابل العنقودية، والأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية. فإلى هؤلاء المشكوك في وجودهم يؤشر الطفل مكسيم غير الضليع بالفلسفة ولا بالبلاغة، إلى عمق الكراهية التي زرعها الفعل الأمريكي الأحمق في نفوس أبناء الإنسانية.

الحرب على الهواء مباشرة، ومآسيها كانت حرباً في كل البيوت، وفاحت رائحة البارود والدم في كل غرفة نوم في العالم، وانتشرت أشباح الأطفال القتلى وأشلاؤهم لتخيم فوق رأس كل طفل وعلى كل سرير.

وغدت صورة بوش وجزاريه رامسفيلد وباول وكوندوليزا رايس والتابع الصغير بلير ومَن وراءهم تماثيل للرعب الحقيقي تخوف بها الأمهات أطفالها ساعة الغضب، وتخفي وجوههم عنها ساحة الرضا خوفاً عليهم.

تقول إحدى الأمهات إن سحنة بوش أو رامسفيلد تثير في نفسها من مشاعر الكراهية والاشمئزاز أكثر مما تثيره مناظر أشلاء أطفال العراق المتناثرة، وتبعث أصواتهم فيها من النفور أكثر مما فعل سماع خبر قتل ركاب سيارة النجف، الذين قضوا بحماقة جندي دب فيه الخوف سفلاً وعلواً، حتى من أطفال لم يتجاوزوا الخمس سنوات. السلاح الذكي الذي تملكه الولايات المتحدة يحتاج إلى رجال أذكياء أقوياء يحملونه ولعل هذا الذي لا تملكه الولايات المتحدة.

أما الجهة الثانية التي يرسل إليها الطفل الروسي (مكسيم كازبينتش) فهي شعوب الأمة العربية والإسلامية. إلى الشعوب التي تربطها بأطفال العراق وأمهات العراق روابط الدم والعقيدة والجوار. أراد مكسيم أن يؤكد لهؤلاء المأخوذين بالمشهد الأمريكي أن الذي يشاهدونه من قتل ودمار وسفك للدماء هو حقيقة واقعة وليس مشهداً مسرحياً، كما بدا له أنهم يظنون، وهم يتسمرون أمام شاشات التلفزيون يسمرون.

على الرغم من درجات الحرارة المنخفضة إلى ما تحت الصفر بثلاثين أو أربعين في موسكو فقد غَلى الدم في عروق الصبي، ودبت الحركة في أعضائه ليحمل معه تحويشة العمر /100/ دولار، ولينطلق ضمن مخطط جغرافي مرسوم، ووفق خطة حربية معقولة بعد أن يصل إلى بغداد، حيث قرر أن يقاتل في الليل ويختبئ في النهار. أما أصحاب الدماء الحارة التي تفور حتى في مؤتمراتهم الرسمية، فقد دخلوا بياتهم الشتوي في أوائل الصيف بانتظار أن ينجلي الغبار.

4 / 4 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ