برق
الشرق
الرسالة
الأمريكية التي فُهمت في دمشق
قرضاي
... أو غارنر
قرضاي
أو غارنر خياران أحلاهما مرّ، كما قال
أبو فراس يوماً. ولكن واشنطن غير معنية
بضياع الوقت ولا بسماع المعاذير.
ريتشارد أرميتاج مساعد وزير الخارجية
الأمريكي مازال يردد التهديدات لسورية:
عقوبات وإجراءات سياسية في حال واصلت
سورية دعم الإرهاب. والإرهاب في نظر
الإدارة الأمريكية ليس في تورا بورا
فقط، وإنما في سياسة سورية تجاه (حزب
الله) و(حماس) و(الجهاد) وحركة المقاومة
بشكل عام على أرض فلسطين وغير فلسطين.
جوزيف
ليبرمان السناتور الديمقراطي المرشح
لانتخابات الرئاسة في /2004/: يعتقد أن
على الولايات المتحدة أن توجه إنذاراً
نهائياً لسورية لكي لا (تجير) أحداً من
فلول النظام العراقي ولا تقبل منهم
لاجئاً ولا عابراً.
لقد
تغيرت المعطيات فتغيرت الاستحقاقات
يؤكد مساعد وزير الخارجية: (هناك أمور
كثيرة تغيرت .. بالنسبة إلى جيران سورية
هناك تركية الصديقة للولايات المتحدة،
وها هو العراق قد أصبح ودوداً (يقصد
محتلاً) حيادياً بالنسبة للولايات
المتحدة وهناك إسرائيل البلد الصديق.
وإنه قد حان الوقت لسورية بتأمل هذه
الحقائق الجديدة !!
عضو
مجلس النواب الأمريكي من أصل عربي
داريل عيسى، الذي التقى مع الرئيس بشار
الأسد في دمشق برفقة زميله (نيكولاس
رحال) لمدة ساعتين أكد أنه نقل إلى
الرئيس الأسد مطالب الولايات المتحدة:
(الامتناع عن إيواء عراقيين فارين،
الحياد بالنسبة لمجريات الأحداث على
أرض العراق، إغلاق مكاتب الجماعات
الفلسطينية في دمشق، وقف التعاون مع
حزب الله، والكشف عن أسلحة الدمار
الشامل: العراقي منها والسوري).
النائب
عيسى لقي تفهماً كبيراً في دمشق.
وعندما سئل عن رد فعل الرئيس بشار
الأسد تجاه المطالب الأمريكية أجاب (لم
يرفض أي مقترح بشكل مطلق). إضافة إلى
ذلك ذكر عيسى أن لقاءه مع الرئيس الأسد
كان إيجابياً وأن السوريين يريدون
حواراً إيجابياً. وأكد أنه يحمل إلى
واشنطن رسائل إيجابية.
الرسالة
الأمريكية حُللت جيداً في دمشق
وفُهمت، وبدأ السوريون يؤدون
استحقاقاتها بطريقة نالت إعجاب الرئيس
الأمريكي جورج بوش حيث صرح بالأمس في
19/4 بعد حضوره قداس القيامة في فورت هود
(هناك علامات إيجابية، إنهم يفهمون
الرسالة..)
الحلاوة
التي يحس بها الرئيس بوش هذه الأيام
تتشظى علقماً في حلق الإنسان العربي،
والمواطن السوري الذي بدأ يتحسس
المواجع أمام إغلاق الأبواب في وجه
اللاجئين من الأشقاء في العراق،
والتنصل من روابط العقيدة والدم
والجوار. وإعلان البعث في سورية الخروج
من جلده.
يبدو
أن خيار النظام في سورية قد سار في
الاتجاه الخاطئ، الاتجاه الذي سيصل به
إلى الطريق المسدود، إن لم يكن إلى
الهاوية، والذي سيضيف إلى عزلته
الوطنية عزلة شعبية عربية.
نظن
أن الكلام عن العزلة الوطنية والعزلة
العربية سيثير ضحك الممسكين بالحبل
الأمريكي، الفرحين به. كلام يثير الضحك
نعم ولكنه ضحك كالبكاء.
22
/ 4 / 2003
|