آخر تحديث يوم الأربعاء 10 - 12 - 2003م

.....

برق الشرق

سماسرة الرعب

يروى أن سبعا ضاريا قطع طريق الناس في أحد شعاب المدينة المنورة  في عهد عمر رضي الله عنه .وجاء رجل من عامة الناس يصف السبع لسكان المدينة، ويهول امره ،ويبث الفزع في قلوب الناس قبل أن يلقوه ،ابتدر عمر رضي الله عنه سمسار الخوف هذا  فنهره قائلا (لا تخف قلوب المؤمنيين فعل الله بك...) كانت تلك لفتة عمرية تاريخية تذهب درسا ومذهبا  لكل سماسرة الخوف الذين يمارسون على أبناء الأمة في هذه الايام أشكال (الأرهاب) تخويفا و ترويعا من سلطان قريب وآخر بعيد ،او في قبر جماعي او زنزانة في كهف او في غواتنانامو البعيدة التي يتحدث عنها البعض بالكناية خوفا من لفظها عند التصريح .

ويدق نفر من ابناء الجلدة طبول الرعب وهو يهول امر الغازي الجديد، ويخوف منه ويطالب بالاستسلام له ويضفي على تلابيسه اردية الحكمة وسمة التعقل ولعلها ليست المرة الاولى في تاريخ الامة التي يتألب عليها العدو، ووتجتمع عليها الاحزاب. ففي يوم الاحزاب وفي عهد الصادق الامين وصل الناس الى الحال الذي وصف الله تعالى (وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديد...)

ثم كان للأمة في تاريخها الطويل مع عدوها جولات و جولات ...من حرب مع التتار وأخرى مع الصلبيين وثالثة مع الاستعمار الغربي ..

في كل عصر ترتفع اصوات المثبطين الداعين الى الخنوع والاستسلام ...وفي كل عصر كانت صخرة الامة هي الاقوى وهي الابقى .

وفي هذا العصر المرتجف كل ما فيه،المستسلم كثير ممن أنيط به الدفاع والحفاظ.. يطلب من حملة الاقلام واصحاب الرأي المخلصيين الخلص ان يقطعوا الطريق على سماسرة الرعب وان يكون صوتهم في كل ميدان هو الاعلى وهو الاقوى والاصدق .الاعلى نبرة والاقوى حجة والاصدق قيلا .

10/12/2003