بين
صدام ومعمر
أما
من خيار ثالث
نهاية
العقيد القذافي وهو يدفع أموال الشعب
الليبي ليسترضي أولياء ضحايا لوكربي ،/مليون
لكل ضحية / !! ومن ثم تجرده بأسلوب
هستيري من كل تفكير بالسلاح أو نية
بامتلاكه ليست أقل مأساوية وفاجعية
للمواطن العربي من نهاية الأسير في يد
الأمريكيين ،وصورته التي زعزعت وجدان
الكثيرين على شاشات التلفزيون ..ربما
تكون صورة الأخير الذي ما زال الكثيرون
يتلمسون له المعاذير أقرب إلى الإشفاق
والرثاء من صورة الأول الذي انخرط
مباشرة في سجال التندر والطرافة ، نحفظ
جميعا المثل العربي القائل /انجُ سعد
فقد هلك سُعيد /ولكن أما من خيار ثالث
يخرج إنسان هذه الأمة في أي موقع كان من
كابوس المهانة والذلة على إحدى
الطريقتين؟!.
في
سياق استراتيجي وسياسي متعقل نعلم
جميعا أنه لن تنفعنا اللجلجلة في حبائل
الصياد ، ولن ينفعنا التمادي في أحاديث
الغرور وحبائل الباطل ، او التخندق في
الخنادق الصغيرة ، أو التنابذ
بالاتهامات و أضدادها ، أو في التوقف
عند صفحات الماضي التي يجب أن تغلق على
خير ما فيها ... وتعفىّ آثار القطيعة
وتقطع اسبابها وتعالج نتائجها ...
نردد
هذه الأقوال كلما اقتضانا الحال
،وكلما رأينا موقفاً يدمي قلوبنا
،ويُكلم شخصيتنا الحضارية والقومية
والوطنية ..نردد هذا الكلام ، ليس بلاهة
كما يراها البعض ، ولا سذاجة ، وإنما عن
وعي وإدراك لصيرورة الأحداث ومآلاتها ... ولأننا ندرك أن غرس التدخل
الأجنبي لم يثمر بعد في افغانستان و
العراق لا ولا أورق .
ونصر
على أن يكون لنا في خضم الصراع المفروض
علينا مخرج ينأى بنا ، بوطننا وشعبنا
عن وطأة سنابك محتل يحيل ما بيننا من
اختلاف وفرقة وخصومة إلى عدواة وشنآن
يوظفها لمصلحته في إعادة رسم مساحاتنا
الجغرافية واليموغرافية ، ويكون
الرابح الاول فيها العدو المتربص على
حدودنا في الجنوبي الغربي ..،نصر على أن
يكون لنا في خضم الصراع المفروض علينا
موقف يحمي ذاتيتنا المهددة ،
وخصوصيتنا المستهدفة وكينونتناالتي
ألقى بها الموقف الليبي مائعة في مسارب
الوهن
الخيار
الثالث الذي ننادي به ، ونصر عليه لن
يصنعه فرد ،ولا مجموعة ولا فريق ..الخيار
الثالث سيكون نتاج العقل الجمعي
لأبناء هذا الوطن قاطبة ،ويوم تعلو قبة
الشام لتضم أبناءها سينادي المنادي
بحق :من شذ شذ في النار ..
ويوم
تضم قبة الشام بحق ابناءها سيكون
الخيار الثالث قد غدا واقعا صلبا نبني
عليه ما شئنا من بنيان ،وسيكون (السيمرغ)
الذي نخفق بأجنحتينا لنطير إليه تحت
تلك القبة
يقال
لنا كثيرا :ألم تملوا بعد هذا الحديث ؟!
أما زلتم تأملون أن يسمع (الحطب ) و (الخشب)
غناء الربيع ؟! ونقول بقوة وثقة وبصيرة
..حين يُروى لنا أن قذيفة أمريكية ذكية
ميزت بين أفغاني وأفغاني أو بين عراقي
من الشمال وآخر من الجنوب ،ربما نكف
عما عنه تسألون .
نحن
مع قسوة الواقع وعمق الجراح ،واشتداد
المحنة نتخوف على كل فرد في وطننا
مصيرا كمصير الاسير في يد الامريكي ،او
نهاية كنهاية ذاك الذي:
ألقى السقاية
كي يخفف رحله
والــزاد حتى نعله ألقـاها.
24/12/2003
|