برق
الشرق
في
الجمعية العامة للأمم المتحدة
سورية..
ولبنان وأشياء أخرى
الجمعية
العامة للأمم المتحدة.. 3/12/2003
بدت
كلمة المندوب الأمريكي في الجمعية
العامة للأمم المتحدة بتاريخ 3/12/2003
مغرقة في الفجاجة والبعد عن
الديبلوماسية، ويدل اختيار الإدارة
الأمريكية لمندوبها على حرصها على
إذلال هذه الأمة وامتهانها.
إنه
ليس من قبيل المصادفة أن يكون محمد
البرادعي (هكذا اسمه) أحد المداميك
الأمريكية في إشعال الحرب على العراق
حيث شارك هو وزميله (هانس بليكس) في
تقديم التقارير المائعة والرجراجة
طوال فترة التحضير للحرب، وكانا
دائماً يصبان تقاريرهما بعيداً عن
الكلمة الصادقة، ويطالبان العراق
بالكشف عما لا يملك، وهو الدور الأثيم
نفسه الذي بدأ البرادعي يمارسه الآن مع
إيران. في رأينا يتحمل البرادعي وبليكس
نصيباً كبيراً من لعنة الدم المسفوك
ظلماً، رغم محاولة الأخير التملص من
ذلك متأخراً.
وليس
من قبيل المصادفة أن تُعيِّن الولايات
المتحدة هجيناً من أصل عربي مثل (جون
أبي زيد) قائداً لإدارة قواتها في
العراق.
ومما
يخدم السياق ذاته أن يكون الهجين
الثالث (وليد معلوف) على رأس الوفد
الأمريكي لدى الجمعية العامة، وأن
يتحدث بالرطانة التي تحدث بها مقحما
نفسه وإدارته في الخصوصية (السورية ـ
اللبنانية) التي يجب أن تتوطد قواعدها
عبر حوار حر ومباشر بين الطرفين. فلا
نظن أن لبنان بكل رجالاته وأحراره
محتاج إلى محام للدفاع عن سيادته
وحقوقه من حامل للجنسية الأمريكية من
خلف البحار.
للجالية
العربية الأصيلة التي تعيش في الغرب
وفي الولايات المتحدة دور أكبر من
الانخراط في قطيع المتصهينين ومن يحطب
في حبالهم. والولاء لوطن العيش لا يجوز
بحال أن يمحو الولاء لوطن الانتماء
الأساسي.. ولكننا لن نراع بأمثال (البرادعي)
و(أبي زيد) و(معلوف) مادمنا نرى بين
ظهرانينا في العالم العربي طوابير
حملة المناديل للسيد الأمريكي..!!
نلحظ
من جهة أخرى تراجع الأسهم السورية في
الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث
امتنعت واحدة وستون دولة عن التصويت
على قرار يتعلق بالجولان السوري من
بينها دول الاتحاد الأوروبي، يطالب
القرار المشار إليه دولة العدو
بالانسحاب من جميع الأراضي المحتلة
عام 67 إلى خط الرابع من حزيران واعتبار
ضم الجولان إلى الدولة العبرية باطلاً
وبلا شرعية
وهي
أمور من المسلمات السياسية حسب قواعد
القانون الدولي. وحقيقة أن مائة وخمس
دول وافقت على القرار لا يجوز أن يخفي
عن أبصارنا الأبعاد الديبلوماسية
لمواقف الممتنعين عن التصويت. دون أن
نأبه طبعاً لمواقف بضعة دول منحرفة على
رأسها الولايات المتحدة والكيان
الصهيوني.
من
جهة ثالثة، فهم شارون دعوة الرئيس بشار
الأسد إلى استئناف (مفاوضات السلام)
ضعفاً وتنازلاً، وعزاها إلى محاولة
سورية تخفيف الضغوط الأمريكية عنها،
واتقاء عواقب قانون محاسبة سورية. ورفض
مبادرة تقدمت بها سورية عبر وسطاء
لاستئناف المفاوضات. وأكد شارون أنه
يرفض رفضاً قاطعاً العودة إلى حدود
الرابع من حزيران، وأنه لن يستجيب لأي
مبادرة سورية في هذا الشأن، كما رفض
شارون دعوة سورية سابقة لإعلان وقف
إطلاق النار في جنوب لبنان.
كل
هذه الحقائق تفرض على صاحب القرار في
سورية الانصراف عن الإلحاح اللامجدي
في قرع أبواب بوش وشارون الموصدة،
وولوج طرق أخرى للدفاع عن الحق وصون
الكرامة.
على
قدر أهل العزم تأتي العزائم
6
/ 12 / 2003
|