برق
الشرق
صرخـة
الـوادي ؟!
ميثاق
الشرف الوطني، وثيقة التسعة والتسعين،
والألف،
والمئات
الثلاث ثم المئات السبع...
لأن
الشعب السوري أصيل بطبعه، وهو مع
أصالته يمتلك الرؤية الصائبة البعيدة،
ويمتلك الأمل مع العزيمة، يظل يقرع
بوابة العبور الواطئة، التي يغلقها
الوصي (القاصر)، في وجه الراشدين!!
يدمن
الشعب السوري قرع البوابة الموصدة
والواطئة، ليس عجزاً منه ولا ضعفاً ولا
سوء تقدير، بل أصالة وإحساساً حقيقياً
بالخطر وأبعاده. وهو يؤمن أن التغيير
يجب أن يكون بيده، وعبر بوابته
الأساسية، بوابة المواطن الفاعل
المؤثر، وصاحب القرار المستجيب، بغض
النظر عن ظروف الاستجابة ودوافعها !!
يدرك
الشعب السوري أن (المشروع الأمريكي) و(المشروع
الصهيوني) يمكر به، ويخطط له، ويلف
حباله الغليظة حول عنقه، يدرك كما عبرت
يوماً الدكتورة (بثينة شعبان) وزيرة
المغتربين حالياً، أن نزلاء الفندق (خمس
نجوم) ليس لهم في هذا الوطن إلا الأسرة
الوثيرة والأرائك التي يتكئون عليها،
ليس لهم ظل شجرة، ولا (مبذر شنبل قمح)
كما يعبر أبناء قرانا.. ولذا فهم عندما
ستحيق بهذا الوطن نازلة من أي نوع،
سينتقلون من فندق في الشرق إلى آخر في
الغرب، حيث لا يتوقعون أن ينتظرهم ما
انتظر شاه إيران يوماً..
الملتحمون
صليبة في الأرض هم أصحابها، والذين
يخافون حقيقة على العقيدة والحضارة هم
المنتمون إليها، ولذا يؤكد المواطنون
السوريون على حقهم في أن تكون لهم
رؤية، وأن يكون لهم صوت، يعبر عن
رؤيتهم، وأن تجسد رؤيتهم لهم موقفاً.
حين
انضمت (قافلة) أخرى من الأحرار في حلب،
حاولوا أن يلتقوا في منتدى الكواكبي
على الكلمة الجامعة إلى الرتل الوطني،
كان جزاءهم ما لا يخفى على عاقل وحرّ في
القرن الحادي والعشرين !! اعتقال
ومحاكم عرفية !!
وتأتي
وثيقة السبع مائة مثقف وناشط، لتكون
شاهداً آخر على أصالة هذا الشعب ونبله
وعلى وحدته الوطنية الحقيقية، تأتي
هذه الوثيقة شاهداً على أن هذا الشعب
يرفض أي بوابة أخرى للعبور إلى الحق
وإلى الحرية وإلى الخير وإلى الوحدة ؛
ولكنه يصر بعزم وتصميم على أن يكون هذا
العبور وفي القريب العاجل.
لن
تصمد طويلاً البوابة الموصدة
والواطئة، لأن (همة الشباب تفتح
الأبواب) ألم يكن هذا نشيدنا في ضحوات
أيام الاستقلال وأيام الوحدة وأيام
تحرر الجزائر، وأيام فلسطين التي
ماتزال ساخنة ؟!
الوثيقة
التي وقعها سبع مائة مثقف وناشط سوري
ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة. وهي
وثيقة جديرة بأن تقرأ على وجوهها كلها،
ولا أحسبني أبالغ إذا قلت أن للوثيقة
كما لأخواتها من قبل (ميثاق الشرف
الوطني ـ وثيقة التسعة والتسعين ـ
وثيقة الألف ـ وثيقة المائتين
والأربعة والثمانين..) سبع مائة وجه،
ورمز السبع هنا كما يقول اللغويون
للإطلاق والتكثير..
تؤشر
الوثيقة بغناها المجتمعي، وبأبعادها
الظرفية والسياسية والثقافية، على
ضرورة أن يعود النظام إلى الشعب الوفي،
لبناء الأساس الذي يقوم عليه أي مشروع
للصمود والتحرر والتحرير، إن كان ثمة
من يفكر في الصمود والتحرر والتحرير.. !!
السبع
مائة مواطن هم رمز الوحدة الوطنية،
ورمز إرادة الصمود، ورمز إرادة التحرر
والتحرير ورمز رفض الوصاية.. السبع
مائة مواطن المنتشرون أفقياً وعمودياً
في بنية المجتمع من قمته إلى قاعه ومن
شماله إلى جنوبه ومن أقصى يمينه إلى
أقصى يساره (ومعذرة على التعبير) أكدوا
ويؤكدون أن المخرج لسورية مما هي فيه
هو فتح النوافد على الداخل لإحداث
التغيير النفسي الذي هو المقدمة
الطبيعية لأي تغيير خارجي، وكلمة السر
في هذا التغيير هي في الكف عن الخوف من
هذا الشعب، والكف عن الشك فيه والتوجس
منه، والكف عن الفزع من رأي حرّ أو من
محاضرة يلقيها دارس في منتدى من
المنتديات. إن الذين (يحسبون كل صيحة
عليهم) هم في الأصل من غير هذه الأمة.
مما
يحيكه بوش وشارون ينبغي أن يكون الخوف
والشك والتوجس.. رسالة السبعمائة مع
أخواتها تؤكد أن عزة هذا الوطن هي من
عزة أبنائه، أما عند شارون وبوش وكل
الوسطاء فليس ثم إلا الذلة والمزيد من
الذلة..
(أيبتغون
عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً)
27
/ 10 / 2003
|