صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 31 - 03 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

محطات في حديث الرئيس بشار الأسد

لجريدة السفير في 28 / 3 / ‏2003‏

كلمات ... ومواقف

المحطة الأولى: عود على بدء

سنعود إلى ما كنا قد قلنا وما قيل لنا، حول فحوى الخطاب الذي يوجهه (المرسل) الذي هو في هذا السياق رئيس الجمهورية، و(المستقبِل) الذي هو كل من سمع الخطاب أو تسامع به. لنؤكد على أن اللغة التي هي وسيلة التعاطي بين المرسل والمستقبل دقيقة وشفافة وحيادية. قال جبران خليل جبران يوماً للناس بكلامه الذي يشبه الشعر والسحر: لكم لغتكم ولي لغتي، فأدخل نفسه في مهب معركة ما كاد أن يخرج منها.

من هنا نعود لننقل من مقابلة السيد الرئيس مع السفير اللبنانية قوله: (أنا الذي ألقيت الخطاب. وأنا الذي أعرف معنى خطابي وكتابتي وأفكاري فأنا أوضحت الأفكار...)

عندما كنا تلاميذ صغاراً، كنا نتخابث على أساتذة اللغة العربية، فإذا سأل الأستاذ ما معنى قول الشاعر (...) فنقول المعنى في قلب الشاعر. ونضحك كما الأستاذ.. وقد يجوز في مذهب جبران وفي مذهب الشعر والشعراء هذا. أن تكون لجبران لغته، وأن يكون معنى بيت الشعر في وجدان قائله.

أما معنى قول السياسي فهو في كلامه. وإذا خرج الكلام من قائله، صار فهمه وتفسيره والبحث عن مقتضياته من حقوق الناس أجمعين.

المحطة الثانية: بالغ الأهمية...

تفريق الرئيس بين العاصفة والمخطط ليس جميلاً فقط، لأننا لسنا بصدد إبداع فني، وإنما هو بالغ الأهمية.. المخطط يعني أننا أمام سلسلة من الحلقات، تؤدي الحلقة بنا إلى التي تليها.

والذي يجعلنا نؤكد على هذه الأهمية، ونشير إليها أن المخطط الذي نواجهه يقتضي عملياً مخططاً مكافئاً نواجه به.. لا يمكن أن نواجه المخطط بالموقف العابر وإن كان صائباً.

ثم إن المخطط الذي نواجهه وضعته كوادر وإمكانات وعقول، بل ربما تعاونت عليه أجيال، فهل يمكننا بالعقل الفردي أن نقابل العقل الجمعي ؟! العقل الجمعي لأمة بإمكاناتها وأفانين معرفتها ونترك السؤال مفتوحاً.

المحطة الثالثة: كلام له خبء

في حديث الرئيس عن الوحدة الوطنية على أرض العراق، التي أسقطت رهانات المغامرين والمقامرين وفضحت بهرج الأدعياء... تقرأ في جريدة السفير كلاماً له خبء كما يقول المعري. يقول الرئيس: ( نحن كان رهاننا دائماً أن أي وطن في الأزمات يجب أن يتوحد..

اليوم القضية ليست من أخطأ مع من، ومن عادى مَن، الشيء السليم لأية دولة أن تتوحد الآراء حول القضية الوطنية الكبرى. فكيف إذا كانت القضية قضية عدوان واحتلال (؟!)

وبأي منطق يمكن أن تكون المعارضة معارضة (النظام) ولكنها موالاة لاحتلال (؟!). المعارضة لنظام تكون في الشؤون الداخلية. أما في الشؤون الخارجية فالكل معارض في هذه الحالة النظام والشعب يصبحان معارضين لأي احتلال..)

المفيد والمهم أن كل القوى السياسية في سورية تردد هذا الكلام بصيغه المختلفة. الكل يردد: إننا أمام العدو الخارجي سواء.

تهديدات رامسفيلد لسورية في 28/3 قوبلت بأكثر من استنكار، حتى الذين يتم تحريض أمريكا عليهم (!!) وهاتان الإشارتان خاصتان بالسيد الرئيس. استُنفروا من مهاجرهم للرد على رامسفيلد.. لم يتلكؤوا أو ينتظروا، وهم سلفاً لم تكن لهم في هذه المعادلة أية حسابات. تقدمت قضية الوطن الأولى على كل قضاياهم.

ـ أي وطن في الأزمات يجب أن يتوحد..

ـ القضية ليست من أخطأ مع مَن، ومن عادى مَن.

المعارضة السورية بجميع أطيافها، تشعر أن الوطن في أزمة. وأن المنطقة في أزمة. وأن الأمة في أزمة. وهي تنحاز في موقفها إلى مصلحة: الأمة والمنطقة والوطن.

ولكن يبقى وهنا يكمن الخبء من يشكك في هذه الأزمة، من مايزال يطمع في الآخر البعيد ويراهن عليه.

 المحطة الرابعة: مربط الفرس

س: هل هناك بين الاحتمالات احتمال انضمام أية دولة إلى الحرب.

ج: الشيء المنطقي هو تطبيق اتفاقية الدفاع المشترك. وفق هذه الاتفاقية من الطبيعي عندما تتعرض دولة عربية للغزو أن تدافع عنها كل الدول العربية.

هذا هو الجواب الأنفس. الجواب الذي أغاظ رامسفيلد.. ودفعه إلى إطلاق الوعيد لسورية. ولكننا يجب أن نكف عن الخلط بين السياسة والأدب. السياسيون يفعلون. والأدباء والشعراء يُطرِبون.

ولو أن قومي أنطقتني رماحهم                 نطقت ولكن الرماح أجرت

الجواب الأنفس، لو سبقه أو تبعه فعل... من يكسر حاجز الخوف. من يتقدم لتعليق الجرس، من يتحرك لنقض السلبية والعجز كما نقضت صحيفة قريش القاطعة الظالمة.

الشعب السوري والقطر السوري هو المرشح الأول لذلك لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بالثقل ومنها ما يتعلق بالجغرافيا ومنها ما يتعلق بالتاريخ ومنها ما يتعلق بالمستقبل، هو المطالب الأول بالمبادرة. ومن يدري ربما لو كففنا عن عذل الآخرين، وقدمنا القدوة لاقتدي بنا. وإيران ثانية اثنين في محور الشر، وإيران الثورية الإسلامية،ربما تكون مطالبة بعملية دفاعية استباقية حسب الاستراتيجية الأمريكية المستخدمة اليوم.

المطلوب حسب الكلام الأنفس الانخراط في المعركة، تشتيت الجهد الأمريكي، خلط الأوراق بفتح جبهات أخرى في المنطقة، إن لم يكن باتجاه العراق ففي اتجاه الجولان. كل ذلك منتظر منطقياً من سورية. لأن الحرب على العراق في أحد وجوهها، وفي أحد مآلاتها هي حرب على سورية.

منطقي جداً، أن تبادر سورية إلى حماية نفسها، وأن تكون القطر الذي يسبق الغيث، وأول الغيث قطر ثم ينهمر.

المحطة الخامسة: المبادرة .. أو انتظار القتل

الاستراتيجية الأمريكية استباقية، وهم مع القدرة والإمكانات يتوقعون ويتصرفون حسب وهمهم لا حسب فهمهم فقط.

الحرب على العراق حرب على سورية وفلسطين، والخطر قادم. ونحن على القائمة، وإن لم نبادر فسنكون بين الانصياع والضياع: (ولكن انهزام العرب أمام الموضوع العراقي، والقبول بتسهيل الاحتلال، والتعامل السلبي مع الموضوع يضر بالقضية الفلسطينية. وهذا يعني أن العدوان على الشعب العراقي مرتبط بالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. تأمل إسرائيل أن تفرض السلام الذي تريده هي.

وسؤالنا نحن: على مَن ستفرض إسرائيل السلام الذي تريد. على الفلسطينيين وحدهم.. أم علينا في سورية أيضاً. لماذا ننتظر تنفيذ الحلقات الأولى للمخطط، ثم نقف عاجزين مكشوفين أمامهم ؟!

الموقف الدولي بالنسبة /242/ زئبقي، وذرائع الولايات المتحدة الاستباقية لا نهائية. وإذا كانت سورية كما قال السيد الرئيس، وهي كذلك حقاً (دائماً في قلب الصراع ضد الغزاة لأنها قلب العروبة.. بالعكس هي الطليعة..) فإن ذلك يقتضي أن تذهب سورية إليهم في العراق أو في الجولان قبل أن يأتوا هم إليها.

نصيحة الإمام علي كرم الله وجهه قالت: (.. وما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا..)

المحطة السادسة: وعنا لنظر السيد الرئيس: بدون تعليق

(... وبعض الأشخاص كانوا فعلاً وطنيين، ورغم أن هناك دماً وقتلاً.. في مراحل معينة، قالوا إننا ننسى الدم طالما أن الموضوع فيه مصلحة وطنية...

هذا قُتل والده. وذاك قُتل أخوه أو ابنه. ومع ذاك نسوا وجلسوا مع بعض بعد أن كانوا أعداء. فأي شيء هنا يعتمد على الإنسان. هل نتعامل مع الموضوع من منطلق الحقد (؟!!) من الصعب أن نتعامل مع الموضوع من منطلق الحقد لأننا إذا عدنا إلى الماضي سنجد أن الكثير من الأخطاء قد ارتكبت بحق بعضنا البعض. كلنا نبحث عن بعضنا البعض. أي أننا نبحث عن العلاقات الماضية الملأى بالأخطاء(!!) إذا كنا نبحث عن أخطاء فلا، إذا لم نبحث عن أخطاء فهذا ممكن.

نحن في سورية أكثر دولة اختلفت مع العراق ولعقود ومن ثم ابتدأت العلاقات تعود عام 1997. ومع ذلك عندما نظرنا إلى الموضوع نظرنا من منطلق المصلحة العامة وتجاوزناه بسهولة.

هذا الأمر ممكن بكل تأكيد ولكنه يعتمد على العامل النفسي لدى المسؤولين. فهل هم قادرون على الخروج من الأحقاد والعقد (؟!)

وعنا لنظر السيد الرئيس. وقديماً قال أجدادنا مازال الحقد ينفي الرياسة ويدنس الشرف. وتحية المقنع الكندي تقول:

وليس كريم القوم من يحمل الحقدا

المحطة السابعة: في تقويم السياسة مع الولايات المتحدة

لا تعط عدوك ما يهمه إن كان لا يعطيك ما يهمك.

لا تمش معه في حاجته، إن كان لا يمشي في حاجتك.

السياسات الاسترضائية قد سقطت منذ حين. وكلام الليل قد محاه النهار.

(وقال الذين استُضعفوا للذين استكبروا: بل مكرُ الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداً وأسروا الندامة لما رأوا العذاب...)

واقع المعركة اليوم يثبت أن الشعوب أبقى وأوفى... فمن يفيء إليها ؟!السابق

 

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ