أفيون
السلام
إسرائيل
الكبرى ليست حلماً ولكنها استراتيجية،
هذه حقيقة لا يكذبها من بني قومنا إلا
مكابر جحود.. الخطان الأزرقان على
الراية الصهيونية يمثلان حدود المشروع
الصهيوني وهذه حقيقة أخرى لا يتجاهلها
إلا الذي يريد أن يعيش خلياً.. قال
المستعصم إنه يكتفي من التتار ببغداد،
ولذلك كانت الجارية ترقص بين يديه وجند
الأعداء على أسوارها.. !!
ثمة
من لا يريد أن يعترف أن الأرض العربية
والمدن العربية والإنسان العربي
المحاصر بين دجلة والفرات مهددون
بالاحتلال والتهجير بسياقات كثيرة
أولها الشرعية الأمريكية أو الدولية،
إذ لا فرق، وآخرها الأطنان من أسلحة
الدمار الشامل التي يمتلكها العدو
الصهيوني، والقادرة على أن تمحو دمشق
والقاهرة بل أسوان وحلب عن الخارطة
بلحظات.
حقائق
لا يريدون الاعتراف بها، لأن مقتضيات
هذا الاعتراف تنوء به كواهلهم، التي
استراحت إلى الاسترخاء في ليل السلام
الطويل، يتساءل رئيس بعد أن يعد
احتمالات أيامه ؛ مادامت البطشة
القادمة قد تتم في الغد، فلماذا الهم
اليوم، وعلامَ الحزن ؟! أصبحت الرئاسة
مجلس إدارة، والوطن شركة، والذي يهم هو
الاستمتاع بمعطيات موقع (المدير العام).
سبق
مدير الكاس الجلاس.. إلى النشوة بأفيون
السلام. فالتحول عن الخيار (الاستراتيجي
المريح) إلى الخيارات المخيفة
والمقلقة الأخرى أمر لا يقدم عليه
سياسي حصيف !!
من
يتحمل المشقة التي تكبدها المعتصم وهو
يغادر من بغداد إلى عمورية على متن
جواد ؟! أو من يتساءل: لماذا توفي هارون
الرشيد (الذي غلفناه بغلالات ألف ليلة
وليلة) بطوس وليس في قصره في بغداد.. ؟!
(إسرائيل
الكبرى) ليست حلماً وإنما هي
استراتيجية. ودعاوى السلام ليست سوى
أفيون.. والشاهد على ذلك ما يجري في
فلسطين والجولان.
احتل
الجولان.. ضم الجولان.. نزعت هوية
وجنسية سكان الجولان كان التوطين في
الجولان. ثم جاء السلام من مدريد وما
بعد مدريد، ومن قمة جنيف وما بعد جنيف ؛
واليوم يطالبنا شارون بالعودة إلى
نقطة (الصفر) إلى ما قبل مدريد. ويؤكد
مطالبته السلمية هذه بتكثيف
الاستيطان، وإسقاط شعارنا الرنان (الأرض
مقابل السلام) ليمنحنا عطاءه الجزيل (السلام
مقابل السلام) والذي يعني إما أن نوقع
وإما أن نموت، ويحتفظ لنفسه بحق اختيار
الطريقة التي سيقتلنا بها، واليد التي
ستنفذ مشيئته فينا !!
بعد
أن يتمثل الثعبان فريسته ستكون له فتكة
أخرى ربما في دمشق أو في القاهرة. السيء
في بني جلدتنا أنهم لا يصدقون ما نقول،
وأكثر ما قلناه منذ قرن غدا واقعاً،
والأسوء أنهم يصدقون شارون ورهطه !!
الحقيقة
التي يجب أن يواجهها شعبنا في سورية هي
نفس الحقيقة التي يواجهها شعبنا في
فلسطين أن ليس للمحتل إلا الحجر.
3
/ 1 / 2004
|