آخر تحديث يوم الخميس 24 - 04 - 2003م

.....

برق الشرق

صناديق العجب

طارق أنور  

أعجبني حقاً السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية  والذي وصف فيه هذا الذي يحدث ضد العراق بأنه " فتح لصندوق الأعاجيب الأمريكية " مؤكداً أن مستقبل العرب جميعاً أصبحت عليه علامات إستفهام جدية كما أن ما نشهده حالياً ( لن ينتهي بسقوط العراق ) حسب قوله و هذا الإختصار الدقيق لمجمل ما نشاهده من عجب و الذي جاء على لسان مسئول عربي من المؤكد أنه يعرف بحكم منصبه الكثير من المعلومات التي لازالت حبيسة السرية رغم أن شيئاً منها قد أعلن عنه بالفعل والذي كان من بينه مثلاً أن الدولة التي سيرتكب ضدها فعل العدوان و سيفرض عليها أن تدفع من خزينتها ثمن كل رصاصة أو قذيفة أو صاروخ إختراق جسد أي من مواطنيها .

و أيضاً فإن الإدارة الأمريكية إذا ما حدث و نجحت في إحتلالها  للعراق – لا قدر الله – فإنها ستفرض نوع  قيادتها ومسئوليها وأن تغير مناهجها التعليمية بما يتماشى مع الرؤية الأمريكية الجديدة للعالم و أن تعدل معتقداتها الدينية بما يضمن عدم الإشارة و لو بالأصابع إلى الجهاد أو الإستشهاد و أن تغير تاريخها كله بحيث يتم مسح و شطب كل معارك الجهاد و كل رموز الجهاد بما في ذلك الكتب التي تتحدث عن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وفتوحات الصحابة رضي الله عنهم من بعده .

وبالإضافة إلى كل ما سبق فإن مخطط الإدارة الأمريكية المقبل يستهدف إعادة تقسيم الوطن العربي و تجزئته من جديد وفقاً لرؤية صهيونية سبق الإرهابي شمعون بيريز أن أعلن عنها قبل أكثر من عشر سنوات و التي تشير إلى تقسيم الدول العربية الحالية إلى أشلاء و بحيث يكون عددها أكثر من 40 دولة تسهيلاً للسيطرة الصهيونية المقبلة عليها بكاملها و بحيث يكون كافة سكان تلك – الكنتونات -  خدماً و عبيداً لبني صهيون و تكون ثرواتهم و خيرات أوطانهم بأيدي – هولاكو – واشنطن وعصابته المجرمة .

و الغريب و المحير فعلاً أنه و على رغم كل الحقائق المعلقة عن أهداف هذه الحرب و على الرغم من علم كافة الذين يعنيهم أمرها بشكل مباشر من الحكام العرب إلا أن أغلبهم – للأسف – يشاركون حالياً في العدوان البشع على شعب العراق العربي الأبي بل إن منهم و خاصةً من بقايا يهود بني قنيقاع و بني قريضة جعلوا من بلادهم قاعدة رئيسية لإنطلاق العدوان و جعلوا من إعلامهم بوقاً قذراً يردد كالببغاء إملاءات و إدعاءات أسيادهم في  واشنطن و لندن و متجاهلين أن بلادهم نفسها و التي تنازلوا عن سيادتها و كرامتها الذي يجري تنفيذه حالياً لحساب أبناء عمومتهم من الصهاينة .

و لأن أمريكا هي التي بادرت بفتح صندوق العجب الخاص بها، فإن بغداد لديها أيضاً صندوق عجائب من المؤكد أن العالم سيكتشفها تباعاً خلال الأيام و الأسابيع القادمة و قد تم كشف جزء منها من خلال ما تم إعلانه فعلاً عن تساقط أحدث طائراتها و تدمير أحدث دباباتها و آلياتها و ملاحقة شعب العراق لطياريها على ضفاف نهر دجلة الخالد و عرض جيف قتلاها المتعفنة و أسره بعض منهم على شاشات العالم المرئية في عملية هزت و أرعبت معنويات الشعب الأمريكي الرافض لهذه الحرب غير الشرعية و غير الأخلاقية ، وما سيكتشفه العالم و الشعب الأمريكي تحديداً في الأيام القادمة سيكون أعظم بكل تأكيد إذا لم يسارعوا بسحب جنودهم من العراق قبل وقوع الكارثة بهم ... و سننتظر ما ستكشف عنه الأيام من عجائب صندوق العجب ....

24/04/2003