أبعاد
الوعيد الأمريكي لسورية
بعضها
هنا .. وبعضها هناك
من
حقنا ابتداء أن نضم أصواتنا إلى كل
الأصوات التي تندد بالغطرسة
الأمريكية، وبالإدارة الأمريكية التي
نصبت نفسها حكماً وهي الخصم لأبناء
الإنسانية، يشهد على خصومتها طوفان
الكراهية التي ترميها بها كل الشعوب
حيث تنطلق (لا للحرب) (لا للقتل) في كل
أصقاع الأرض.
ومن
حقنا أيضاً أن نرفض هذا الوعيد الأعمى
الذي أطلقه رامسفيلد أولاً ثم ثنى عليه
تابعه باول ضد قطرنا العربي السوري،
مؤكدين أن مستندات هذا الوعيد ما هي
إلا بعض ما تفرضه على قطرنا حقوق
الأخوة، والجوار.
الوعيد
الأمريكي لسورية جاء على خلفية
استرضاء مؤتمر الجمعيات اليهودية،
التي ثنى فيها باول على منطوقات
رامسفيلد بإطلاق الوعيد ضد سورية
كأرضية لعمليات لاحقة، قد يفكر فيها
يهود العالم بعد أن يتمثلوا الوجبة
الدسمة التي يتوقعونها في العراق.
وهم
لن يتمكنوا من العراق إلا إذا انفردوا
به. ولن ينفردوا به إلا إذا عزلوه.
وهكذا كانت الرسالة الأمريكية الأولى
للأقطار العربية المجاورة للعراق
لإغلاق الحدود والتسمر أمام شاشات
العرض المسرحي لمسلسل القتل الأمريكي.
كان الشهيد الأول في المعركة سائقاً
أردنياً. ثم تعززت الإرادة الأمريكية
بقصف سيارة فيها أربعة طلاب أردنيين،
ثم كان الهجوم الرديف على حافلة نقل
سورية، ليسقط خمسة شهداء سوريون. لتقرع
التوابيت المحمولة إلى دول الجوار
أجراس الخطر، فوق رأس الحكومات
والشعوب للحذر والتوقي، وإلا فكيف
سيستقيم للأمريكيين أن ينفردوا
بالعراق. كانت رسالة عزل العراق
بالنسبة إلى سورية واضحة ومؤثرة.
وفي
الطريق إلى طرح (خارطة الطريق)، وتعزيز
موقع رئيس وزراء فلسطيني يقبل
بالتعامل مع شارون، شارون الذي وجه
انتقاداته أمس لأحد وزرائه لأنه امتدح
بعض تصرفات رئيس الوزراء الجديد، في
الطريق إلى خارطة الطريق هذه، كان لابد
من رسالة أخرى تصل إلى دمشق، وكان
الوعيد الأمريكي، في الحضرة اليهودية،
هو هذه الرسالة.
وبينما الإدارة
الأمريكية تجادل سورية حول مناظير
حربية للرؤية الليلية. يرفض الشعب
السوري أجمع بكل قواه وفصائله الوعيد
الأمريكي. ويرى في العدوان على العراق
عدواناً ناجزاً عليه، ويؤكد أنه إذا
كانت الوحدة السياسية بين أقطار الأمة
غير ناجزة ؛ فإن لحمة العقيدة والدم
والتاريخ والحاضر والمستقبل هي
القائمة الباقية.
إن كل قذيفة تسقط
على بغداد أو الموصل تسقط في إحساس
المواطن السوري ووعيه على دمشق وحلب،
كلهم هنا يقولون: إن الدم الذي يجري
هناك هو دمنا، والشهداء الذي يسقطون
هناك هم أهلنا، والحضارة التي تدمر
هناك هي حضارتنا. العدوان الأمريكي على
سورية واقع بوقوعه على العراق وليس
مجرد تهديد أو وعيد.
إن بوش ورامسفيلد
وباول يباشرون عدوانهم علينا وعلينا
أن نتصرف على هذا الأساس.
2
/ 4 / 2003
|