صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الثلاثاء 28 - 10 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

سوريـة

المخـرج : تنازل ومداهنة وتوسل

تتعرض سورية لهجمة حقيقية يشنها أصحاب المشروع الأمريكي والمشروع الصهيوني؛ بأبعادهما السياسية والعسكرية والرأسمالية، مشروعان يتهددان: الإرادة والأرض ورغيف خبز المواطن، يؤكد الخفاش الرأسمالي أن في شرايين شعوبنا بقية من دم، وأن في جباهنا بقية من عرق لم يستنزفها بعد، وإن عملية التحرير من الإقطاعي المحلي (إن صحت العبارة)، ما كانت إلا ليتحول الوطن كله إلى إقطاعية صغيرة يقيم إقطاعيها في واشنطن أو نيويورك.

رمي التمهيد الأمريكي، بدأ يزداد حرارة وعنفاً، وملف الذرائع قد أخذ شكله العام في أدراج (تينت)، وأصبح قابلاً للتحوير وفق ما يرسم رامسفيلد أو تشيني أو كوندوليزا رايس أو حتى باول..

الرئيس الأمريكي يبتسم، لأنه يمتلك من الصلف ما يجعله في غنى عن أية ذريعة، إنه قادر على أن يقدم نياته السوء عارية مجردة: إنها حملة (صليبية) وكفى، ألم تكن تلك عبارته، ‍‍ولم يعتذر قط عنها، الصغار على جميع الضفاف هم الذين حاولوا تخريجها ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!

والإدارة السورية التي تزعجها وتقلقها صليات المدفعية الأمريكية تلك، تبحث عن مخرج، تتحرك بكل إتجاه، بل تتخبط كمريض لا يفضي للطبيب بمعاناته خوفاً من أن يخبره بالتشخيص الذي يكره !!

الإدارة السورية، الجديدة كما القديمة، (ميرو ـ العطري) يبدو أنه لم يتغير شيء، تسير متنكبة السبيل، مكبة على الوجه، ترفض ما تقتضيه مسلمات العقل وبداهاته، وتستنكر منطق الأشياء، وقوانين التاريخ.

تعتمد الحكومة السورية لتدفع عن نفسها، لا عن الوطن، الذي أعلنت نفسها وصية عليه، سياسةَ (التنازل) و(المداهنة) و(المداراة)، وتسير في طريق استرضاء الولايات المتحدة.. تقدم التنازل تلو التنازل، حتى أصبح من الصعب أو من المحال عدّ الدركات، كل دركة خنجر في صدر المواطن والوطن، ولا شيء من تلك التنازلات يستحق بعض الشكر من العم سام، سوى المطالبة بالمزيد، والتأكيد على أن المطلوب مازال بعيد المنال.

في إطار سياسة المداهنة والمداراة، تنضم سورية إلى الجحفل الأمريكي في مجلس الأمن، ويصبح (الصوت) السوري ورقة في جيب المندوب الأمريكي، ورقة قد بيعت سلفاً كما حصل في القرارات 1511 ـ 1472 ـ 1441 ـ 1483).

ومن سياسات التنازل والمداهنة والمداراة، تتحول الإدارة السورية إلى البحث عن الوسطاء والشفعاء، فمن الشفيع الأوروبي، الذي تحاول الإدارة السورية أن تتكئ عليه، إلى الوسيط الإسباني الذي كان بالأمس صميماً في دول التحالف في العدوان على العراق، إلى الدولة التي أعلن وزير خارجيتها بصراحة (أمريكية) غير معتادة أنه والعرب قاطبة لا يملكون إلا (التوسل) للولايات المتحدة. وربما آمنت الإدارة السورية أن الفضيلة كل الفضيلة في أن تبتغي لدى الولايات المتحدة الوسيلة.

تغفل الإدارة السورية الجديدة أن المخرج الحقيقي من الأزمة يمر عبر حوران فقاسيون والغوطة فالغاب إلى حلب فديار بكر.. وليس عبر باريس ومدريد والدوحة، حقائق البداهة تغيب في ظلمات الهوى...

28 / 10 / 2003 السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ