صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 23 - 12 - 2002م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

سيـاستـان

نقلاً عن وكالة الأنباء السورية (سانا) أن رئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو قد أصدر قراراً في 22/12/2002، بإقالة ثمانية عشر مديراً ورئيساً لأقسام الجمارك في المحافظات السورية ولأسباب تتعلق بالنزاهة.. كما كان (ميرو) قد أصدر في الأشهر الأخيرة قرارات بصرف عدد كبير من مدراء المصارف السورية وتوقيف كل من مدير مصنع البرادات والمدير التجاري للمصنع لأسباب تمس النزاهة واختلاس الأموال.

متوالية الأخبار هذه تستدعي ثلاث نقاط للحوار..

النقطة الأولى هي استذكار عمليات كف اليد، والإقالة، والفصل التعسفي؛ التي كانت تتم خلال أربعين عاماً ماضية للشرفاء من أبناء الوطن، ولأسباب تتعلق بالولاء (للحزب) أو (للشخص) في كل دائرة من دوائر الدولة. فعلى هذا الأساس تم تفريغ الجيش العربي السوري من كفاءاته منذ وقت مبكر. وعلى الأساس نفسه تم تسليم مؤسسات الإنتاج المؤممة لمدراء أميين في الميدان الذي عينوا فيه، فكانوا سبباً للفساد والخراب، وعلى الطريقة نفسها تم تحويل أكثر من خمس مائة مدرس من مهنة التعليم حيث كانوا يقومون بدورهم في تربية الأجيال على الطهر والنقاء إلى مستودعات رطبة في الوزارات المختلفة.

ليس المهم ـ ثانياً إذا أن تصرف الفاسد من عمله، لتستعيض بفاسد آخر، لأن رجل الشارع العادي يتمنى عليك أن تُبقي من قد ملأ جيبه أو بطنه، وأن لا تستبدل به فارغ الجيب أو جائع البطن. المهم في العملية إذا أن تبحث عن البديل الطاهر، البديل الذي تم سحقه أو تغييبه خلال أربعين عاماً، يجب أن تبحث عنه أولاً في مناهج التعليم، وعلى مقاعد الجامعات وفي برامج الإعلام وفي المؤسسات الرسمية والشعبية المختلفة، أن نبحث عنه في كلمة قيلت يوماً لعمر بن الخطاب (عففت فعفوا ولو رتعت لرتعوا)

والنقطة الثالثة تؤكد على أن الإصلاح الترقيعي بين معادلتي: الهدم والبناء، لن تتيح للبنيان أن يبلغ تمامه مادامت معاول الهدم مشرعة في كل ما يبنى. 

 فلا بد للإصلاح ليكون مفيداً، أن ينفذ وفق منظومة من التشريعات: السياسية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية.

وإذا استبعدنا منطلق تصفية الحسابات الداخلية في عمليات الإقصاء المذكورة أعلاه وإذا خرجنا من دائرة (التشفي) لمن ظلم الناس وسلب أموالهم؛ فإن أحداً لا يستطيع إلا أن يؤيد كل خطوة تهز عرش الفساد والمفسدين، ولكن هذا التأييد لن يؤتى أكله إلا بالاعتماد الكامل لسياسة مواجهة للسياسات القائمة على استبعاد الأخيار من أبناء هذا الوطن. وأن تتجاوز الدولة بكل مؤسساتها الشعار القديم الحديث الذي ظل معمولاً به لعقود خلت:

(أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)

23/12/2002

السابق 

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ