ترهات
الحلم الصهيوني
رئيس
الأركان الصهيوني:
لم
يعد هناك شيء اسمه عالم عربي
في
مقابلة مع صحيفة (يديعوت أحرونوت)
(27/12/2003)، علق رئيس الأركان الصهيوني
الجنرال (موشيه يعلون) على أحداث 2003
بقوله: (لم
يعد هناك عالم عربي. لم نعد نتكلم عن
عالم عربي. لا يوجد شيء اسمه تحالف عربي.
هناك لاعبون لكل منهم مصلحته الخاصة.
والجميع يعرف أن في عالمنا أحادي القطب
كل من يريد أن يعتبر جزءاً من القرية
الكبيرة عليه أن يكون مرتبطاً
بالولايات المتحدة، وليس بأي حليف آخر..)
تلك
قراءة واقعية لحالة نظام عربي بدا أمام
عيني عسكري متغطرس متهافتاً مذعناً
مستسلماً.. ولكن العسكري قلما كان
قادراً على إدراك ما وراء المظاهر التي
كثيراً ما تخدعه وتغره.
وإذا
كان لنا أن نسير مع هذه القراءة خطوة أو
بعض خطوة، فنميل إلى أن العديد من
الأنظمة العربية رمت المقاليد في
واشنطن، وبعضها مايزال يحاول.. فإن
الحال التي نحن عليها لا توظف أبداً في
كفة الصهيوني المحتل، ولا الأمريكي
الغازي، وإنما في مصلحة المشروع
العربي القادم.
لقد
أعيانا النظام العربي حيلة طوال أكثر
من نصف قرن وهو يرفع فوق رؤوسنا شعارات
(التحرر) و(التحرير) و(الحياد) بلا (شرقية
ولا غربية). لقد أعيانا هذا النظام وهو
يغلق أفواهنا بذريعة أن لا صوت يعلو
فوق صوت المعركة، ويمتص جهدنا وعرقنا
ودمنا ليوظفه في المجهود الحربي الذي
اكتشفنا متأخرين أنه لم يكن يعني إلا
حسابات سرية للمتنفذين الأشاوس..
الخدمة
التي قدمتها الإدارة الأمريكية، من
حيث لا تريد، أنها كشفت حقيقة هذه
الأنظمة وعرتها. نحن لا نعتقد أن ثمة
جديداً، مثلاً، في موقف الرئيس
الليبي، وإنما الذي نعتقده أن المخرج
قد أصر في هذه الحلقة من المسلسل
الكوميدي على البطل المزعوم أن يكشف
أوراقه. ما فعله الرئيس الليبي، وما
سيفعله التالي بالدور هو أمر (يبديه
ولا يبتديه..)
ومن
هنا فإننا نستشعر أن الإدارة
الأمريكية قد قدمت خدمة كبيرة لشعوب
المنطقة. حين واجهتها بحقيقة النظام
المرتهن ابتداء وانتهاء أثناء الحرب
الباردة وبعدها إلى مركز الثقل الأرجح
في هذا العالم، ألم يقل كبير القوم
يوماً أن 99% من أوراق اللعبة بأيدي
الأمريكيين ؟!!
وكما
كشفت الإدارة الأمريكية أوراق الكثير
من الحكام، كشفت كذلك أوراق الكثير من
النخب المستترة طوال نصف قرن حول
أفانين القول وألوان الخطاب.
انكشفت
الساحة العربية اليوم نعم. وذهبت جهود
نصف قرن من الإعداد المراوغ. والتنمية
الضالة، والشعارات المخدرة نعم،
ولكنها لم تنكشف، بحمد الله، عن خواء
أو عجز.. وإنما انكشفت عن مقاومة باسلة
جعلت من فلسطين والعراق وأفغانستان
أواني مستطرقة يلتف بها مغزل المقاومة
لينسج لهذه الأمة عباءتها المستقبلية.
نرى
فرح (موشيه يعلون) غروراً وجهلاً.. وكذا
فرح من وارءه من الأمريكان، ومن أمامه
من سماسرة التيئيس والتطويع واقع
الأمة يثبت أن ثمة شعباً عربياً سيذيقه
وقومه الكثير مما يكرهون.
29
/ 12 / 2003
|