تل
أبيب
أقرب
الطرق إلى قلب واشنطن
(تل
أبيب أقرب الطرق إلى قلب واشنطن..) يبدو
أن الجميع وعى هذه الحقيقة من
موريتانيا على حدود المحيط الهادر إلى
أصغر مختار عربي على الخليج الثائر.
ناهيك عن الزعامات ذات الباع في فقه
السياسة وسياسة الفقه.
وتل
أبيب (العنود) الغنجة تدرك ذلك، وتتصنع
العفة والإباء، فتعرض عن هذا وتعرض عن
ذاك وهم يتهافتون كلما أمعنت في الدلال.
فهي
كما يقول شارون بالأمس، قد استفادت من
الدرس مع عرفات الذي منحته الوصل،
ووصلت به إلى البيت
الأبيض ومن ثم إلى رام الله ثم كان منه
هذا العقوق الذي جعلت منه (الفتون)
درساً لن تنساه.
لن
نكون عَتَبة لنخرجهم من زحمة الضغوط
الأمريكية وقانون المحاسبة يضيف شارون
قاصداً السوريين. وسواء كان الوسطاء
أشخاصاً مقربين من الرئيس الأسد على حد
تعبير وزير الخارجية الصهيوني، في
تأكيد الأخبار تسربت منذ أشهر عن
لقاءات بين ماهر الأسد ومسؤولين
عبرانيين، أو كان الوسيط أوروبياً أو
تركياً، حسبما رشح عن زيارة الرئيس
الأسد إلى أنقرة.. فإن الدولة العبرية
ماتزال تلعب على حبلي: الإغراء والصدود.
الإغراء الذي يسقط العتب، والصدود
الذي يمعن في الانتقام والإذلال.
لن
نخرجهم من زحمة الضغوط يؤكد شارون،
وربما ستكشف التحقيقات مع الرئيس
العراقي أوراقاً إضافية تدين سورية:
الرئيس والنظام.. ولذا لا بد من فرض
المزيد من الشروط، والحصول على المزيد
من التنازلات.
لا
أحد يدري سبب الانزعاج السوري من حديث
وزير الخارجية الصهيوني (سلفان شالوم)
عن اتصالات مع سورية جرت منذ أشهر. يقول
السوريون إن السلام أمر مشرف !! (متى كان
التفاوض للتنازل عن فلسطين مشرفاً ؟!)
وهو يمكن أن يتم في العلن، ولكن للسر
مغزى آخر.. ومغزى التعاطي السوري السري
هو نفس مغزى البوح العبراني.
سورية
أرادت أن ترسل رسالة إلى قلب واشنطن
تؤكد على أنها تنسق مع الأثيرة العبرية
على كل المستويات سراً وجهراً.. وأكد
هذا الحرص السوري مبادرة الرئيس بشار
الأسد 1/12/2003
على صفحات نيويورك تايمز (نحن لا نتمنى
فقط هذا الشيء ـ السلام ـ بل ندعو إليه
وأكثر فنحن ندعو كل الأطراف الدولية
للمساهمة في إطلاق المفاوضات وبدء
عملية السلام) هذا الكلام الذي اعتبر
مبادرة حقيقية، وتخوف بعض العبرانيين
من ضياعها أراد (سلفان شالوم) أن يقول
للمتخوفين من بني قومه: لا تخافوا إنهم
بأيدينا منذ شهور طوال.
14
/ 1 / 2004
|