تفاحة
فاسدة أو إنسانية متردية
ما
جرى في أبو غريب ليس حدثاً عرضياً ولا
استثناء إنه منهجية أمريكية كان مثلها
في غوانتنامو وفي أفغانستان وفي
العراق ومن قبل في فيتنام وحيثما حل
الأمريكي. ودليلنا الأول على أن ما جرى
هو منهجية أمريكية قائمة على تفكير
وتدبير مسبقين رفض الولايات المتحدة
منذ مدة طويلة التوقيع على محاسبة
جنودها في إطار محكمة الجنايات
الدولية التي يمكن أن تحاسب الجناة على
أفعالهم السيئة. إذا لم تكن مجرماً
فماذا يضيرك أن يصدر تشريع يحاسب
المجرمين؟! وإذا لم تكن قد بيت النية
لارتكاب الجريمة فلماذا ترفض الاعتراف
بمحكمة دولية عادلة ونزيهة لن يكون من
شأنها إلا محاسبة الجناة والمجرمين؟!
وإذا
أردنا أن نقترب أكثر من الحقيقة
الفاجعة، والشائنة لأصحابها، فإن ضروب
هذه الأفعال، وأصناف تلك الشذوذات
المتردية بالإنسان إلى حضيض الحيوانية
المحضة، ليست حالات شاذة ولا مسترذلة
في المجتمع الأمريكي المتردي إلى أسفل
سافلين.. بل إنها تمارس على مستويات
واسعة وتحت مسميات مختلفة!! ويتقبلها
ذلك المجتمع كنمط من أنماط السلوك (الحر
السوي!!) ولن نبالغ إذا قلنا إنها جزء من
الحياة العامة والحياة الرسمية
الأمريكية يمارسها الرؤساء
والمسؤولون على مرؤوسيهم وأتباعهم في
مكاتبهم الرسمية، وفي ساعات الدوام
التي يتحمل دافع الضرائب الأمريكي
أجرها من كده وعرقه.
ألم
تذكر الآنسة مونيكا أنها كانت مع
الرئيس بيل كلينتون مستغرقة بتصرفات
كتلك التي ذكرت في أبو غريب.. بينما كان
الرئيس ياسر عرفات ينتظر في بهو البيت
الأبيض؟!
وهل
تختلف واقعة (كلينتون ـ مونيكا) و(البيت
الأبيض ـ أبوغريب) عن بعضهما في جوهر
الأمر شيئاً؟!
يؤكد
ما نذهب إليه من أن الأمر منهجية عامة
شهادات الشهود وتقارير المنظمات
الدولية لحقوق الإنسان التي أتيح لها
أن تطلع حتى الآن على جانب من المأساة.
إذاً
ليست المشكلة مشكلة تفاحة فاسدة،
وإنما هي إنسانية متردية انخلعت عن
منهج الله في الشعور والتفكير والسلوك
فارتدت إلى أسفل سافلين فكانت في صورة
بوش ورامسفيلد وبلير وأتباعهما..
المسيحية الحقيقية جاءت بالطهر
والنقاء والسمو والحب.. وهؤلاء جاؤوا
بما سمعنا عنه ورأيناه في البيت الأبيض
أو في أبو غريب على السواء.
فهل
هؤلاء مسيحيون؟!
13
/ 5 / 2004
|