آخر تحديث يوم السبت 13 - 12 - 2003م

.....

طفل من أفغانستان وآخر من مانهاتن

تسعة أطفال من أفغانستان يدفنون تحت أنقاض القصف الأمريكي.. خبر عابر وغير عاجل..

ووسائل الإعلام المؤمرك، لن تصور أشلاء الأطفال، ولا الدمعة في عيون الآباء والأمهات والجدات والعمات.. وسائل الإعلام العربي المؤمرك لن تتحدث عن آمال هؤلاء الأطفال وأحلامهم البريئة، وقلوب أمهاتهم وآبائهم في اعتمادهم عليهم... ليس في هؤلاء الأطفال لأنهم من أفغانستان من يحتفل بعيد ميلاده، أويمتلك حلما لغده.. فهم ما داموا من (أفغانستان) لن تهتم بهم حتى الممثلة الفرنسية (ب.ب) الفاتنة التي تعودت أن تملأ الدنيا عويلاً كلما نزلت نازلة في عالم الحيوان !!

تسعة أطفال من أفغانستان من يأبه؟! أين المتأمركون العرب الذين يصخبون عبر صفحات المجلات والصحف العربية يتحدثون عن إدانة الإرهاب اليدوي ، وتعمى أبصارهم عن رؤية الإرهاب الالكتروني الذكي الذي لا يضرب خلسة أو غفلة، وإنما يضرب عن قصد وعزم وتصميم، وتبقى عبارة (الخطأ) ملاءة واسعة تلف كل منتجات الحقد والإثم الهمجي..

تسعة أطفال من افغانستان .. تسعون .. تسع مائة... تسعة آلاف .. ومثلهم من العراق وأمثالهم من فلسطين هؤلاء جميعاً لا يزنون في ميزان المتآمركين العرب جناح بعوضة، لأنهم لم يقتلوا في استراحة (ماكدونالدز) ولا وهم يشربون (الكولا) ولم يلبسوا قط الجينز ولم يلمسوه. لذلك لا يغضب لهؤلاء أحد...

حتىالأمم المتحدة، وكوفي عنان تتصرف ببرود ميكانيكي فما الداعي للغضب، وماذا كان سينتج هؤلاء التسعة للإنسانية غير قضم المزيد مما تخرج الأرض، وتشكيل عبء على كاهل المنتجين!!...

إذا أراد بوش وتلامذته أن يقنعوا العالم باحترامهم أو بقليل من الاحترام لمشروعهم؛ فعليهم فقط أن يكونوا صادقين عادلين في موقفين: أمام قطرة الدم والدمعة تطفر من عين إنسان ..

عليهم أن ينظروا إلينا على أننا شركاؤهم في الإنسانية، وبعد أن تصح لدينا هذه الشراكة المطلقة، ونتاكد أن حلم  طفل في أفغانستان يساوي حلم طفل في مانهاتن، وأن دمعة أم في بيت الشعر تعدل دمعة مثيلتها في لندن أو واشنطن، عندما نتأكد من ذلك، سيهون بعد هذا كل شيء..

13/12/2003