برق
الشرق
السر
في التفاصيل الصغيرة
بعيداً
عن العناوين الإعلامية الكبيرة
المرفوعة لتسويغ العدوان على العراق
مثل: (تحرير العراق !!) أو(تجريده من
أسلحة الدمار الشامل !!)، تنكشف يوماً
بعد يوم أسرار المعركة في أبعادها
العقائدية والثقافية من جهة، وفي
أبعادها (الشخصية) المرتبطة بالغرور
والجشع من جهة أخرى !!
في
الكونغرس الأمريكي، يناقشون هذه
الأيام، كيف انفردت شركة أمريكية بعقد
إطفاء آبار النفط التي ستشتعل في
العراق !! دون طرح ذلك العقد على بقية
الشركات: في (مناقصة) عامة. وكلمة (مناقصة)
هي التي كل ما يهم الديمقراطية
الأمريكية من تجار الحروب، ومصاصي
دماء الشعوب وثرواتها وجهدها وعرقها
في هذا السياق.
فقد
اكتشف (السماسرة) الشركاء في
الديمقراطية التي أعطت الشرعية لمعركة
بوش الصغير، أن (ديك تشيني) نائب
الرئيس، قد خص شركة (كيلوج براون آند
روت) المملوكة بالكامل لشركة (هالييرتون)
التي مقرها هيوستن، والتي كان نائب
الرئيس الأمريكي (ديك تشيني) يرأس مجلس
إدارتها على مدى خمسة أعوام قبل أن
يصبح نائباً للرئيس.
طبعاً
لم يعدم (ديك تشيني) مبررات لعطائه ذاك
وهو الذي وجد، مع سيده، المبررات لسوق
ربع مليون أمريكي لذبح أطفال العراق
ونهب ثرواته.
فبعد
أن استأثر (ديك تشيني) أو شركة كان
يديرها، بالعقد الذي لم يعلن عن قيمته،
قالت شركة (كيلوج براون آند روت) (إن
أولى مهامها تشكل تقدير حجم الخطر
والعمليات المطلوبة، وإطفاء حرائق
النفط واحتواء انفجارات الآبار، وكذا
التعامل مع أي تدفق للنفط).
وفي
لفتة تطمينية للشركات الأخرى المتلمظة
على الثروة العراقية المغموسة اليوم
بأشلاء أطفال العراق، تابع بيان
الشركة المستفيدة بأسلوب غاية في
الديمقراطية !! (لقد اختيرت شركة "
كيلوج براون أند روت " لهذه المهمة
لأنها " الوحيدة
" التي يمكنها الاضطلاع بتنفيذ هذه
الخطة الطارئة المعقدة بعد وقت قصير من
تكليفها بها !! وبعد الانتهاء من
المرحلة الأولية الخاصة بإطفاء
الحرائق، والسيطرة على آبار النفط من
المتوقع أن يطرح " سلاح المهندسين"
في البنتاغون عطاءات " ترضية "
لشركات أخرى لتنال نصيبها من القصعة
العراقية.)
مسلسل
التفاصيل الصغيرة سيكشف الكثير عن
حقيقة هذه الوجوه الكالحة التي ترفع
رايات الحرية، وتتمنطق بالديمقراطية.
وسيكتشف
العالم كل العالم، بمن فيهم الإنسان
الأمريكي، والجندي الأمريكي القاتل
والمقتول
على أرض العراق أن الجميع ضحايا لعبة
خبيثة لرجال الأساطير التلمودية، كما
لرجال المال والأعمال.
الجميع
سيكتشف يوماً السر في التفاصيل
الصغيرة، ولكن ربما بعد فوات الأوان.
28
/ 3 / 2003
|