برق
الشرق
علّمونا
التسامح
تلح
الإدارة الأمريكية والنخب العربية
الناطقة باسمها على ضرورة تعليمنا قيم
التسامح، واحترام الآخر، وعبور جسور
الحوار. ومع أن أفكار (نهاية التاريخ) و(صراع
الحضارات) و(الخطر الأخضر) لم تنطلق من
عوالمنا العربية والإسلامية، ومع أن
شهادات التاريخ والواقع كله تنشد:
ملكنا
فكان العفو منا سجية
فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وأن
نماذج تاريخنا التي تمثلت في مثل
الفاروق عمر يتحمل رحلته من الحجاز إلى
القدس لكي لا يراق في بيت المقدس قطرة
دم، وفي صلاح الدين الذي سقى أسراه
الغزاة ماء مثلجاً، والذي أمر برد طفل
غازية أخرى إلى أمه، وأنه لم يكن فيه قط
مثل: (بطرس الناسك)، و(أوريان الثاني)،
ولا مثل هتلر أو موسوليني أو ستالين. مع
كل ذلك نتمنى من الذين يعظوننا بقيم
التسامح والمحبة واحترام الآخر أن
يعلمونا حقيقة هذه القيم بسلوكهم
العملي ونهجهم السياسي.
دعونا
نرى التسامح في سياسية (الأمريكي) الذي
خدش خده الأيسر، فنسي المسيح الذي علمه
أن يدير خده الأيمن، وقام بقتل الرجال
والنساء والأطفال، فكم من نسمة بريئة
أزهقت في أفغانستان في عملية ثأر وحشية
تجاوزت كل ما يمكن أن يشار إليه عن
اليوم الذي سقط فيه بيت المقدس في أيدي
الصليبيين، فكتب قائدهم يزف البشرى:
إن خيولنا قد خاضت في دماء المسلمين
حتى الركب.
دعونا
نرى التسامح، والاعتراف بالآخر، في
الموقف من العراق الذي حاول فقط أن
يكون مثل (الآخر)، وها هو تسن له الحراب
ليذبح كل ما هو حي فيه، بذريعة خوف
مستقبلي يمر على /ذهن/ مخطط أمريكي لا
ندري في حال صحو أو سكر هو.
دعونا
نرى التسامح في فعل (الصهيوني) الذي
يقطع الشجر، ويهدم البيت، ويقتل
الإنسان صغيراً وكبيراً رجلاً أو
امرأة، دون أن يطلب منه يوماً أن يكف،
أو ينبض قلب للدم المهدور بنبضة ألم.
دعونا
نرى الاعتراف بالآخر في صناديق اقتراع
أوصدت منذ قرن لمصلحة المشروع الغربي
ثم الأمريكي المتسامح جداً والتي
استعيض عنها (بمطامير) تلتهم كل من يقول:
لا أو حتى (لكن)، ولو كان عضو مجلس شعب
مثل رياض سيف أو مأمون البني.
شعوبنا
التي تعيش القهر والذل والسجن
والتشريد والموت بفعل السياسة
الأمريكية، مطلوب منها أن تكون
متسامحة محبة، تعترف للقاتل بحقه في
قتلها، وللمستبد بحقه في الاستبداد
عليها، وللمغتصب بحقه في أرضها وعرضها
وثرواتها !!
مطلوب،
أن نحب أعداءنا، وأن نبارك لاعينينا،
وأن ندير خدنا الأيمن، وأن نتخلى عن
المعطف والرداء والإزار معاً.. ولا
ندري إن فعلنا ذلك، هل سنكون متسامحين؟!!
مطلوب
أن نهجر قيم قرآننا لقيم هجرها أهلها
لنكون متسامحين.
15
/ 1 / 2003
|