آخر تحديث يوم السبت 03 - 05 - 2003م

.....

برق الشرق

لن تتكرر المأساة ؟!!

د. الخالقي أحمد ـ الجزائر

في ظل الفراغ العربي وما أصاب المنطقة العربية من داء التفرق والتشرذم الذي جعل كل نظام عربي يغني على ليلاه وبدلاً من التفكير في كيفية التصدي والوقوف في وجه التحديات التى تواجه المنطقة العربية صارت هذه الأنظمة العربية تسعى لزيادة إحكام قبضتها لإطالة فترة بقائها دون التفكير في مستقبل شعوبها حتى وصل الأمر إلى ما هو عليه اليوم من احتلال مباشر للأراضي العربية بموافقة ومباركة هذه الأنظمة دون خجل أو مراعاة لشعور مواطنيها الذين يدفعون فاتورة هذا الارتماء غير المشروط في أحضان أعدائهم ..

اليوم سقطت بغداد وكل منطقة الخليج .. بفعل سياسات تلك الأنظمة ولن تكون نهاية المطاف للاندفاع الاستعماري نحو بقية العواصم العربية لإيجاد موطأ قدم على الأرض العربية تحت ذريعة نشر الحرية والديمقراطية المجنحة القادمة من السماء على أجنحة صواريخ الكروز وطائرات " البي 52 " ، لقد بدأت الأطماع الاستعمارية تتزايد فور بسط سيطرتها على الأراضي العراقية وبعد أن اتخدت من لغة التهديد لغة رسمية لها تستخدمها بعد أن زعمت بأنها حققت نصراً في حربها على العراق فبدأت الإدارة الأمريكية تطلق التصريحات التى تهدد سوريا فقد صرح كولن باول ومن بعده رامسفيلد والرئيس الأمريكي بوش الذي بارك هذه التصريحات التى تحمل التهديدات المباشرة إلى سوريا بحجة أنها تسعى لامتلاك أسلحة كيماوية وعملت على مساندة الإرهاب حسب زعم الإدارة الأمريكية وان سوريا تأوي بعض أفراد القيادة العراقية كل هذه التصريحات التى أطلقتها الإدارة الأمريكية جاءت بعد نشوة الانتصار المزعوم التى حققته أمريكا في حربها على الشعب العراقي وانهيار النظام العراقي .

الأمر الذي ربما شجعها على توجيه تهديدات مباشرة وعلنية لسوريا الصمود اعتقاداً من الإدارة الأمريكية بأن هذه التهديدات سوف تجعل من سوريا حكومة وشعباً لقمة طرية يسهل ابتلاعها وفرض سيطرة أمريكية خارجية على سوريا وحتى تستجيب سوريا لكل الشروط الأمريكية .

إن أمريكا التى لم تول أي اهتمام لكل القوانين والمواثيق الدولية مستخدمة قانونها الخاص [ قانون الغاب الأمريكي ] في شن عدوانها على العراق لازالت تعتقد أن ما حدث في العراق يمكن أن يتكرر على سوريا أو أي دولة عربية أخرى فالشعب السوري الصامد شعب حر لن يرضى ولن يقبل بكل هذه التهديدات والأكاذيب الملفقة التى تحيكها الإدارة الأمريكية إرضاء لابنها المدلل [ إسرائيل ] حتى وان حاولت أمريكا خوض غمار التجربة من اجتياح للأراضي السورية فسوف تكون هذه المغامرة مغامرة مجنونة وغير مدروسة ومحسوبة العواقب وربما تكون نهاية مخزية للغطرسة الأمريكية التى اعتقدت ان حربها على العراق قد يهيئ لها استخدام منطق القوة من جديد على المنطقة ..

3 / 5 / 2003