صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 09 - 03 - 2002م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | مجموعة الحوار |ـ

.....

   

رؤية

وفي دول الطوائف لنا عبرة

بقلم رئيس التحرير : زهير سالم

ــــــــــــــــ

في جديد الأخبار أن الإدارة الأمريكية قد شكلت، منذ أحداث (11 أيلول ـ2001) حكومة ظل سرية، لتقوم بإدارة الأمور، في حال تعرض الإدارة القائمة لما يمنعها من مزاولة مهامها. وذلك تحت تأثير المخاوف المتوقعة التي أثارها تنظيم القاعدة

وبمقارنة بسيطة بين حجم التهديدات التي مثلتها أو تمثلها (القاعدة) بالنسبة للولايات المتحدة، وبين حجم التهديدات الأمريكية بالنسبة للنظام العربي: العقيدة، والحضارة، والإنسان، والإدارة.. للأقطار والمنظمات، للسياسة والاقتصاد، وذلك تحت المسميات المختلفة: (محاربة الإرهاب) (تجفيف المنابع) (محور الشر)... يتساءل المرء: أين موقع هذه التهديدات من القائمين على النظام العربي؟ وما هو حجم الجدية التي ينظرون إليها بها؟ وما هو سبيلهم للتعامل معها؟ وهل من حق الإدارة الأمريكية أن تستشعر الخطر من أفراد متوارين في المجاهل والقفار فتعد له عدة، ومن حقنا أن ننظر إلى التهديدات الأمريكية بكل ما تملكه لدعم القول بالفعل، كذباب طار أمام وجوهنا، فنقول له بأيدينا (هكذا)

هل كانت التهديدات الأمريكية، بأبعادها المختلفة، وحسب الخارطة الأمريكية لمحاورها، جديرة، لو أردنا أن نتصرف على النحو الأمريكي، لا في لبس الجينز أو تناول الهمبرجر، وإنما في إدارة الأزمات والتعاطي الجاد معها؛ بتحرك رشيد يكافئ التهديدات، ويقترح الاستراتيجيات، ويخرج من دائرة القول إلى دائرة الفعل، ومن دائرة الخوف والتماس الحظوة عند الآخر، إلى دائرة احترام الذات، وبناء الثقة، ومواجهة الموقف بما نحب أن نقرأه في صفحات التاريخ؟!!

إن التهديدات الأمريكية الموجه إلى ضمير أمتنا، وعقيدتها وثقافتها، وأنماط سلوكها، لجديرة أن تدخل التغيير في حياة كل فرد: موقفه وسلوكه، وطرائق تعاطيه مع الأفكار والأشياء، فكيف ينبغي أن يكون الحال بين يدي الممسكين بقرار الأمة وإمكاناتها، وقد أيقنوا اليوم أنهم ليسوا بمنجاة من التهديدات الأمريكية، إلا أن يرتضوا ما لم يرتضه لنفسه يوماً المعتمد بن عباد...

وفي متتالية سعد وسُعيد، لا ينبغي أن يظن الأول بإمكانية النجاة إذا هلك الثاني، مادام المخطط الأمريكي ماضياً إلى مبتغاه...

كانت البداية في أفغانستان، والطالبان، وألقينا جميعاً أطناناً من النقد على أساليب الحركة، وعقليتها، وطرائق تعاملها... ثم انتقلت المعركة إلى الساحة الفلسطينية، حيث تحاول الإدارة الأمريكية، بأداتها الصهيونية، تركيع الأمة، وسحق إرادتها، بعد أن أطلق بوش يد شارون، وهدر دم الشعب الفلسطيني، وترك للقادة، بل، وللمنظمات والأحزاب والجماهير العربية أن تلوك مقولات التردد المغلفة بالحكمة، وأن تترقب النتائج تحت شعار: كل ما أخطأك بسيط...

وفي الأثناء، أعلنت الولايات المتحدة عن (محور الشر)، وراحت تعد العدة، لضرب العراق ابتداء، وتستزل إيران لإقناعها، أن بإمكانها أن تنجو إن...، وتعلقت إيران بما بعد إن، وسبقتها إلى ذلك السودان ومصر وسورية (.. وجبلاً بعد ذلك كثيراً...)

ولقد تجسدت الاستراتيجيات العربية (القطرية) في محاولة (انتزاع منديل الأمان من سيد الزمان)، وارتضى الآخر من خلف الأمة ما لم يرتضه الأول من أحرارها...

إن أمتنا لا تنقصها القدرة على الفعل المكافئ الذي يحتوي التهديدات الموجهة إليها، ويضع حداً لها، (في حرب باردة) حقيقية تفوت على الآخر توجيه أي ضربة، لأي جزء أو جزيء من مفردات المنظومة العربية والإسلامية على الصعيدين الرسمي والشعبي.

إن أمة يبلغ تعدادها خمس سكان العالم، لجديرة أن تشكل بإدارة حكيمة ومخلصة، ثقلاً نوعياً يحمي كرامتها، ويصون مرتكزات وجدودها...

إن الولايات المتحدة، على ما هي عليه من قوة وقدرة وجبروت تسعى دائبة في حركتها إلى حشد الحلفاء، وكسب المؤيدين، دون أن تيأس من قدرة على ضرب أبناء هذه الأمة ببعضهم في سياسة ردية بين محوري الترغيب والترهيب. أوليست هذه الأمة أولى بأن تسارع إلى أمر رشد، يضم طاقاتها، ويوحد جهدها، وينبذ الخلاف فيما بينها، وينشئ نظاماً عربياً وإسلامياً جديداً في معاهدة دفاع مشترك، ليس عسكرياً فقط، وإنما معاهدة دفاع عقائدي وحضاري وعسكري واقتصادي، يلوذ به الخائف، ويدفع به عن المستهدف وتشارك فيه الحكومات والشعوب!!

يجب أن تستمر المقاومة الفلسطينية، حتى لا يأتي الدور على العراق، وأن نذود جميعاً عن العراق، حتى لا تضرب سورية أو إيران.. ينبغي أن تستمر الملحمة حول الأقصى حتى لا يمدنّ شارون عينيه إلى خيبر و(يثرب)!!

ينبغي أن ينسى الجميع أنهم: عرب وعجم، وسنة وشيعة، وأصوليون وحداثيون.. فما وجّه إلى هذه الأمة من تهديدات، لم يستثن أحداً، وما مورس على أبنائها من اضطهاد شاهد على ما نقول..

وإذا انفرط العقد فسيكون حال الحبة الأولى هو حال الحبة الأخيرة.. وفي دول الطوائف لنا عبرة... 

05 / 03 / 2002مالسابق

 

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | مجموعة الحوار |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ