ثلثـا
الصهاينـة
لا..
للانسحاب من الجولان
*
استطلاع للرأي: ثلثا الصهاينة لا
يؤيدون الانسحاب من الجولان !!
*
لماذا لا يعوم الرأي العام السوري
من مشروع السلام ؟
*
الاختلاف في الموقف من (مشروع
السلام) يمكن أن يكون ورقة قوة
تستخدم في إدارة الصراع.
*
كرست السياسات الأحادية حقيقة أن
الرأي العام العربي لا وزن له،
فلمصلحة من هذا ؟!
|
ثلثا
الصهاينة في فلسطين المحتلة يرفضون
الانسحاب من الجولان، أظهر ذلك
استطلاع للرأي أجري منذ أيام.
يعتبر
استطلاع الرأي هذا، بالمقاييس
الديمقراطية، ورقة مساندة لشارون ولأي
حكومة تأتي من بعد.. فصبي العالم المدلل
هذا يعرف أنه فوق الشرعية الدولية،
وفوق قوانين مجلس الأمن، وفوق كل ذي
فوق. إرادته التي يعبر عنه استطلاع
الرأي ابتداء، ومن ثم صندوق الاقتراع
يحمل إلى هرم القوة المدججة والمغتصبة
من ينفذها.
يأتي
هذا الاستطلاع في وقت استعر فيه
التراشق بحمى التصريحات والتصريحات
المضادة بين سورية ودولة العدو، وكثرت
فيه أيضاً أحاديث الوسطاء وتسريباتهم،
وبالونات الاختبار المقدمة للشعوب
وللجهات الرسمية على السواء، يُلقى
بالتصريح ويأتي التصحيح بعد التصريح،
ويتبعه التعقيب على التصريح والتصحيح
في حالة استعراضية تشبه كثيراً
الأجواء التي تسود بين المتنافسين في
المزادات.
كانت
نقطة الصفر مبادرة ألقاها الرئيس بشار
الأسد في النيويورك تايمز في 1/12/2003 (دعا
فيها إلى إطلاق المفاوضات واستئناف
عملية السلام)، ثم تلاطمت الأمواج من
يمين وشمال حتى استدعيت أخيراً ملفات
الأسرى الصهاينة لدى سورية، في محاولة
ظاهرة من الجانب الصهيوني لرفع العتب
أمام ما يعرف بمعسكر السلام الصهيوني
ولتسويغ موقف شارون في الامتناع عن
الاستجابة إلى عرض السلام السوري !!
ولكي
يزيد شارون من متانة موقفه وليؤكد أنه
يعبر عن موقف الأكثرية الصهيونية،
تأتي نتائج هذا الاستطلاع، بما يخص
الجولان السوري، لترمي كرة اليأس على
ملعبين ملعب السوريين الحالمين بزورق
النجاة السلمي، وعلى المعسكر الصهيوني
الذي يفضل ألا تضيع لحظات الضعف السوري
في اقتناص شروط سلام أفضل..
السؤال
الذي يقفز إلى الذهن مباشرة: وأين هي
كلمة الشعب السوري في هذا الخضم ؟
لماذا لا يتاح له هو الآخر أن يرد على
طريقته، لا على طريقة الحكومة الكرة
الطائشة التي أطلقها المغتصبون ؟!
الرئيس
بوش يبشر بالديمقراطية ويحرض عليها،
لماذا لا تجرب الحكومة السورية أن تعوم
الرأي العام السوري من (مشروع السلام)
عبر استفتاء أو استطلاع للرأي، ثم
تستخدم هذه النتائج ورقة في معترك يعلن
العالم، ولو ظاهرياً، احترامه لآراء
الشعوب ؟!
لا
يمكن أن نبشر بنتائج مسبقة لمثل هذا
الاستفتاء أو هذا الاستطلاع. ولكننا
أكيدون على أن هذه النتائج لن تسر بوش
ولا شارون.
إن
صراعنا مع العدو يتطلب فسحة أكبر
للمناورة، إن اختلافنا في الرؤية على
مثل هذه القضية الاستراتيجية ليس
عيباً ولا ضعفاً، بل يمكن أن يكون ورقة
قوة تعين وتشد الأزر. في العالم أجمع
كرست الأحادية حقيقة أن الرأي العام
العربي لا وزن له. فلمصلحة من هذا ؟!
18
/ 1 / 2004
|