برق
الشرق
التنديد
بالأنظمة لم يعد فعلاً إيجابياً
التنديد
بالأنظمة لم يعد فعلاً إيجابياً تقوم
به الشعوب، ونقصد بالتحديد النخب
المثقفة، والقيادات الفكرية
والحركية، لتكسب به براءة ذمة من كل ما
قد يقع على الأمة من أذى ومكروه.
فمنذ
أشهرت الأنظمة إفلاسها العملي على
صعيد الجهد الإيجابي، الذي يحمي
الإنسان ويحرر الأرض، ويرود للمشروع
النهضوي آفاقه.
لقد
غدا التنديد بالأنظمة شغل من لا شغل
له، وملهاة العاجزين والعابثين. انتهى
دور الأنظمة، ودور ما ينتظر منها، وجاء
دور الشعوب. واختباء الشعوب وراء عجز
الأنظمة هو عجز من نوع آخر يحاول أن
يلقي العبء على الآخرين، دون أن يبحث
عن ثغرة يسدها، أو عن دور إيجابي يقوم
به.
أمام
النخب العربية (الثقافية ـ والحركية)
معادلة صعبة تنفرز فيها الأنظمة
تلقائياً إلى جانب عوامل الإعاقة
والتخذيل والإحباط، ومع كل هذا الواقع
بأبعاده المأساوية؛ على الشعوب أن
تجدد مرتكزات صمودها، ووسائل مقاومتها.
من
أين سنبدأ ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ ومن ثم من
سيعلق الجرس فيتحمل تبعات الموقف
الإيجابي والفعل الإيجابي، في زمان
سلب كله ؟ هذا هو الذي يجب أن نصل إليه
بمزيد من التفكير والتأمل والتعاون.
النزيف
الفلسطيني لن يتوقف، وسياسات القضم
المتتالية للأرض العربية تحت مسمياتها
المختلفة ستمضي في طريقها حتى يهدم
الأقصى ويقوم الهيكل، هذا هو الحلم
الصهيوني الأمريكي المشترك،
والمراهنة على الموقف الأمريكي المنصف
باطل وغرور فماذا نحن فاعلون ؟!
الحرب
بكل تبعاتها المأساوية؛ على العراق
وعلى الأمة، ماضية إلى غايتها، ولن
ينفعنا التنديد، أو التظاهر في
العواصم العربية كافة، أو إحراق علم
هنا، أو كسر زجاج هناك، ولا حتى إغلاق
سفارة أو ترحيل ديبلوماسي.
وسيكون
من عوامل الإعاقة التي ستواجه النخب،
فعل جماهيري عفوي، كثيراً ما يحيد عن
الاتجاه الصحيح، وفعل آخر يقوم به
محسوبون على هذه الأمة لم يتعلموا قط
مبادئ علم الحساب !!
لقد
انتهى دور الأنظمة، وجاء دور الشعوب،
وربما ننتظر من الشعوب أن تصنع ما لم
تقدر الأنظمة على فعله، رغم أن ظروف
الشعوب أقسى من ظروف الأنظمة، ولكن
إرادتها أوضح وأمضى.
ما
يمكن للشعوب أن تفعل ؟ ومتى ؟ وكيف ؟
أسئلة لا نملك الإجابة عليها، ولكننا
نملك الدعوة إلى البحث عنها.
دعوة
للقاء مفتوح للنخب المفكرة، والقيادات
الحركية، لقاء لا تصفيق فيه ولا
هتافات، ولا برقيات دعم وتأييد، وإنما
فيه توجه حقيقي للبحث عن مخرج لأمة سدت
في وجوهها السبل والآفاق.
12
/ 1 / 2003
|