صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 15 - 06 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

هل تُسْلم الأمة المقاومة ؟

الأمة العربية والإسلامية بتوجهاتها كافة مع خيار المقاومة، تطالب به، وتؤيده، وتربط مصير قضاياها الكبرى بمصيره. وإذا كانت الظروف والمعطيات الدولية قد ألجأت كثيراً من الأنظمة إلى التخلي عن هذا الخيار، والتوقف عن طرحه بله عن دعمه، فإن التهديدات الشارونية الأخيرة لرجال المقاومة على أرض فلسطين تقتضي من أبناء الأمة أجمع موقفاً حاسماً صارماً يضيف إلى مدخلات المعادلة قوى أخرى يصر الذين يمسكون بناصية القرار الدولي على تغييبها.

يجب أن يعلم هؤلاء، أن رجال المقاومة ليسوا وحدهم في ساحة الفعل، وأنه ليس بإمكان شارون أن يطلق تهديداته بكل اتجاه، وكأنه يعيش في هذا العالم وحيداً، ودون أن يسمع من أحد تنديداً بسياسته الإرهابية المعلنة، القائمة على الاغتيال والقتل العشوائي للشيوخ والنساء والأطفال، ولن تكون الطفلة (أفنان طه) آخرهم كما أنها لم تكن أولاهم، وكذا تدمير البيوت على رؤوس أصحابها وسط الأحياء السكنية حيث البيوت المتواضعة متلاصقة مثلها مثل أجساد المستضعفين.

إن ذاكرة الأمة في مقاومة المستعمر المحتل الغازي ماتزال رطبة وحية، في الجزائر وفي مصر وفي سورية، إن المطلوب من الشعوب العربية أن تستعيد حضورها، وأن تجدد وساءلها في مقاومة الاحتلال، فاحتلال أرض فلسطين اليوم، وما يتبعه من محاولات لاحتلال الإرادة العربية، هو احتلال عملي يقع على كل حي وبلدة ومدينة في العالم العربي والإسلامي، كما يقع على عقل وقلب كل إنسان.

في دروس المقاومة الأولى كانت الوحدة الوطنية القائمة على ما يسمى بـ (الكتل الوطنية) بعيداً عن أي برامج خصوصية، غير برنامج (التحرير) هي المنطلق الأساس.

وكان محور الحركة، ومحور النشاط، ومحور الخطاب القومي والوطني هو التصدي لهذا الاستعمار. وكان المجتمع كل المجتمع في حالة حرب ساخنة أو باردة مع المستعمر المحتل.

المقاومة على اختلاف ألوانها كانت حالة يومية معاشة، كانت النخب تتقدم  بأفكارها وتوجيهاتها إلى الجماهير لتتحرك هذه بدورها في حالة متناغمة مع هذه السياقات والأحداث على كل صعيد، حيث لم يكن وضع الحكومات شبه الوطنية القائمة في تلك الدول أفضل حالاً مما هي عليه السلطة في فلسطين اليوم.

وهكذا بينما يقوم المقاومون في بؤرة الصراع بدورهم، يمتد الإضراب الوطني في سورية ستين يوماً فيما يعرف بالإضراب الستيني، الذي مثل حالة وطنية عامة عبرت عن رفض الاحتلال. أو يبادر عمال الموانئ العربية إلى مقاطعة تفريغ أو تحميل السفن العائدة إلى الدول المعتدية أو.. أو.. إلى الكثير من تلك الوسائل التي كان يبتدعها قادة الجهاد ضد الغازي والمحتل.

اليوم، حيث ينفذ شارون مجزرته بحق رجال المقاومة الفلسطينية، بضوء أخضر أمريكي، تأتي مسؤولية الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، والإسلامية من طنجة حتى جاكرتا، لتثبت لقوى الشر والعدوان أن وراء كل شبر من الأرض الفلسطينية، ووراء كل مقاوم فلسطيني الملايين من أبناء الأمة المستعدون للجهاد معهم، وللموت للذود عنهم.

كما ينبغي أن يكون واضحاً أن رجال السلطة الفلسطينية الذين ربطوا مشروعهم بالسلام مع المتعدي والمحتل مسؤولون مسئولية مباشرة وتامة عن أمن كل فلسطيني.

15 / 6 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ