برق
الشرق
حتى
لا نبتلع الطعم
نرفض
التفتيش والمفتشين ... ومن حقنا أن نعد
لهم كما يعدون
إذا
كان من البديهي أن تطالب أمريكا
وإسرائيل بنزع أسلحة العراق، وإذا كان
من المعقول أن تدعمها في ذلك دول الغرب
والشرق، التي لا يعنيها أمرنا ولا
أمننا كثيراً؛ فإن من الغريب والعجيب
أن نسمع ساسة أو مثقفين عرباً أو
مسلمين، يؤيدون نزع أسلحة العراق،
ويدعمون عمل المفتشين، ويطالبون
بإعطائهم فرصة أكبر ليجوسوا خلال
العراق براً
وجواً، وليقسموه إلى مربعات صغيرة
ينبشون من خلالها تحت الحجر والشجر.
نرفض
كل هذا، ونرفض هذا الانسياق الأعمى أو (المبصر!!)
وراءه. ونرى أن الذين يحاولون فذلكة
هذا من النخب المثقفة أو السياسية، هم
على رأس من جر الوبال والخذلان على
أمتنا.
نؤكد أن من حق العراق، كما
هو من حق كل قطر من أقطار أمتنا، أن
يسعى جاداً إلى امتلاك الأسلحة التي
يحمي بها حقيقته ويذود عن حياضه. وأنه
ليس من المعقول، ولا المسوغ أن نعيش
عزلاً في غابة تعج بكل ذي ظفر وناب، ممن
قرب منهم أو بعد، في عصر لم يعد فيه
للقرب والبعد كبير معنى.
من واجب النخب العربية:
السياسية والثقافية، أن يكون لها
خطابها المتميز عن خطاب النخب
الألمانية والفرنسية والروسية
والصينية. ومن واجبها أن تنادي بصوت
واحد: ارفعوا أيديكم عن العراق،
واسحبوا مفتشيكم منه. فقد آن الأوان
لهذه المهزلة الجائرة أن تنتهي.
إن
سلوك العراق طريق البناء العسكري، لم
يكن قط مطلباً عراقياً رسمياً أو
وطنياً، وإنما كان وسيبقى مطلباً
إجماعياً قومياً وإسلامياً.
في
عصر يسود فيه: شارون وبوش، ويتغلغل رعب
الصيرورة المبصرة إلى أعمق خلايا
الإنسان. لا بد لهذه الأمة أن تمتلك
الوسائل المكافئة لتوازن الردع أو
الرعب المفروض عليها، ولا يجوز أن يلقى
العراق حتى من أبناء أمته هذا العقوق
والنكران.
إن
قبول العراق الرسمي، من واقع النظرة
السياسية العملية، عودة المفتشين،
وقبوله التعاطي الإيجابي مع القرار 1441؛
لا يعني أي تسويغ سياسي أو منطقي لهذين
الموقفين من قبل الأشقاء الآخرين.
كان
ضعفاً ورخاوة في الموقف السوري الرسمي
يوم وافقت سورية في مجلس الأمن على
القرار 1441. كما كان ضعفاً ورخاوة أن
تطالب دول الجامعة العربية، ووزراء
الخارجية العرب، والستة الذين اجتمعوا
في تركية؛ العراقَ بالمزيد من
الانصياع. ومع ذلك، نقول، تبقى
للأنظمة والحكومات معادلاتها
والتزاماتها، وإن لم ترق لنا، ويبقى
للشعوب خياراتها، وحتى لا تبتلع النخب
العربية الطعم: فتؤيد أو تفذلك، ضرورة
التعاون مع المفتشين وإعطائهم فرصة
لنزع أسلحة العراق.. نرفع شعارنا:
ارفعوا أيديكم عن العراق، ولا لنزع
أسلحته، ولا لعودة المفتشين الذين
ينبغي أن ينتقل ميدان عملهم إلى (ديمونة)
حيث يسرح شارون ويمرح، وتسيل دماؤنا كل
يوم حمراء قانية.
18
/ 2 / 2003
|