آخر تحديث يوم الأحد 22 - 12 - 2002م

.....

برق الشرق

تركية: تكتيك أم تغيير

كانت الفرحة بنجاح حزب التنمية والعدالة في تركية في العالم العربي شبه تامة. فرح الإسلاميون لأن حزباً ذا خلفية إسلامية استطاع أن يقتحم العقبة، وينتصر على حالة الانسداد التي تعود الديمقراطيون الأمريكيون أن يقطعوا بها الطريق على كل إنجاز يخرج عن قوس الرؤية الأمريكية.

وفرح القوميون الأصلاء، لأن الجرح الغائر في صدر الأمة العربية والإسلامية، قد فرز الساحة على أساس وحيد وجديد: أصيل وأخوه. الأصيل هو الإنسان المنتمي إلى الحضارة والشرف، وأخوه هو المتعلق بحبال الوهم أو الملهوف إلى السراب.

الأنباء الأخيرة المتسربة من أنقرة، إذا صحت، تمثل فاجعة حقيقية ليس لأبناء الأمة العربية والإسلامية فقط، وإنما للشعب التركي الذي أعطى ولاءه في التصويت الأخير (للقيمة) وليس (للبورصة).

أن تكون أرض تركية منطلقاً للحرب على العراق، وأن تكون حكومة تركية الجديدة عراباً للسياسات الأمريكية في المنطقة، ذلكم هو الفاجعة.

حين يتحول البقاء في الحكومة إلى هدف، ويعتبر الاحتفاظ بالكرسي هو الانتصار، فإن الوهن يكون قد أتى على كل شيء.

أمريكا تعلن الحرب على الأمة، وستكون بغداد هي خط الدفاع الأول، ليس عن الأرض والإنسان فقط، وإنما عن كل كلمة من كلمات القرآن.

وفي معركة كهذه، تسقط كل أشكال التكتيك والمناورة والمداورة، لتكون الأمة من طنجة إلى جاكرتا في فسطاطين لا خيار بينهما.

نأمل أن يكون ما نقل عن حكومة التنمية والعدالة غير صحيح وإن... فهو الذي أشار إليه الرسول الكريم بقوله: (... فيقال لي إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك!!)

22/12/2002