آخر تحديث يوم الإثنين 13 - 01 - 2003م

.....

برق الشرق

الرغبة التركية في الجامعة العربية

رغبة تركية في الانضمام إلى الجامعة العربية كعضو مراقب، ذات انعكاسات رمزية أكثر منها استراتيجية في بناء موقف موحد لدول المنطقة.

ورمزية الرغبة تأتي في إطار تأكيد تركية انتماءها إلى المنطقة التي تعيش فيها انتماء عقائدياً وبشرياً وجغرافياً. فمنذ أتاتورك أدارت تركية ظهرها للمنطقة، وكانت معركة (القبعة) إحدى المعارك الرمزية أيضاً، التي حرصت تركية من خلالها على الالتصاق بالغرب مادة ومعنى.

بين رغبة تركية الفاهية في حضور اجتماعات الجامعة العربية وبين حرص تركية على ولوج عالم الاتحاد الأوروبي بون شاسع بلا شك.

فعلى المستوى الأول يشعر الأتراك أنهم يتواضعون عندما يجلسون مع جيرانهم الذين مازالوا منذ استقلوا عنهم محكومين بالاستبداد والتخلف والفقر رغم وفرة الإمكانات وكثرة الموارد الطبيعية حيث يتفوق الدخل القومي التركي الذي لا يملك ثروة غير الماء على الدخل القومي العربي مع تفجر خزائن النفط فيه.

وعلى المستوى الثاني يشرئب الأتراك إلى اللحاق بركب الدول الأوروبية التي حاربوها تحت راية الإسلام طوال خمس مائة عام، وكانوا في كثير من الأحيان يقفون أمامها أنداداً ومنتصرين !!

الجامعة العربية، أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو أي صيغة من صيغ التجسد الحضاري لوجود هذه الأمة، أو مصالحها، لن يكون فاعلاً إذا لم تكن هناك قناعة تامة في رؤوس حكامها بضرورات التخلي عن كثير من الحظوظ الشخصية أو القطرية في سبيل المصلحة العامة.

المعركة الدائرة على الأمة الآن رهيبة وأبعادها المستقبلية لا تبقي ولا تذر، ويبدو أن الذين يستميتون في الدفاع عن دوائر وجودهم الشخصي، قد غُمسوا رغم إرادتهم في المعركة التي حاولوا طوال قرن مضى أن يتجنبوها أو يتجاهلوها.

الرغبة التركية على رمزيتها إيجابية ومقدرة، وما تتطلع إليه شعوب المنطقة أعمق وأبعد. ويبقى الأمل معقوداً على طلائع الشعوب الحية التي ستكون قادرة على تحقيق هذه التطلعات.

13 / 1 / 2003