برق
الشرق
ماذا
كنا نتوقع من لقاء تركية السداسي ؟
عبر
الكثير من المراقبين والمتابعين عن
خيبة أمل من البيان السداسي لاجتماع
وزراء الخارجية الإقليمي في تركية. مع
أن النتائج التي جاءت في البيان
الختامي أكثر تماسكاً من المدخلات
التي كانت مرشحة للمؤتمر المذكور.
فقد
طفت على السطح قبيل انعقاد المؤتمر،
تسريبات عن نية للطلب من الرئيس
العراقي صدام حسين بالتنحي عن السلطة.
وقيل يومها إن وفداً سداسياً على مستوى
القمة في المنطقة، أو رسالة مذيلة
بتوقيعات الجميع، سيحملها الرئيس
السوري بشار الأسد، لمطالبة الرئيس
صدام حسين بالتنحي، وأن الرسالة
ستتعهد له بالسعي لدى الإدارة
الأمريكية للحصول على ضمانات بملاذ
آمن. ثم جاءت إضافات أخرى تشمل صدور عفو
مسبق عن رجالات الحكم في بغداد والتعهد
بعدم الملاحقة المستقبلية.
إن
ما جرى في تركية كان أكثر رصانة
واتزاناً من طلب كهذا، فقد اكتفى
المجتمعون بأن طالبوا العراق بأن يكون
ديبلوماسياً أكثر، ومطواعاً أكثر، وأن
يفوت الفرصة على الذين يحاولون صب
الحمم عليه، وأنهم حين يقومون بذلك فإن
دول الجوار، مع حميمية الانتماء
والالتزام، لا تستطيع أن تفعل له شيئاً
!!
وفي
لفتة شجاعة أقدم المجتمعون على
التنويه بضرورة أن تكون دول المنطقة
أجمع خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وتعبير أجمع بالطبع يشمل الكيان
الصهيوني الذي يملك ترسانة متكاملة من
السلاح النووي والبيولوجي على حد سواء.
وهي جرأة عظيمة ينبغي أن تحسب
للمؤتمرين في هذا السياق.
ومع
أن البيان الختامي لخارجية دول
الإقليم صيغ بعناية وديبلوماسية ؛ إلا
أنه يؤكد بدقة أن هذه الخارجية لا تملك
سوى القلوب والوصايا، التي تقدمها
للشقيق المهدد عسى ولعل.
ولعل
من الغريب أيضاً أن يصرح وزير الخارجية
السوري فاروق الشرع أن كل شيء في تركية
كان جيداً، في الوقت الذي يسعى فيه
المعلقون في وسائل الإعلام السوري أن
يحملوا نتائج الوهن في البيان الختامي
لوزراء الخارجية، لبعض الدول المشاركة
في المؤتمر، وكأنهم يريدون أن ينتزعوا
بدورهم ورقة إعذار لدى الرأي العام،
الذي عودوه على سلّم خطابي مرتفع وحاد.
السكاكين
تحد للعراق الشقيق، والمطلوب فعل على
أي مستوى من مستويات الفعل الشعبي يؤكد
أن الدم الذي يسري في العروق العربية
ليس أقل حرارة من الدم الذي يسري في
عروق أولئك الذين يقفون في الزمهرير
ليطالبوا بمنع الحرب المجنونة، أو
أولئك الذين يتطوعون من كل فج عميق
ليجعلوا من أجسادهم دروعاً بشرية تحمي
إنسان العراق وحضارة العراق.
27
/ 1 / 2003
|