برق
الشرق
الفيتو
الأمريكي رخصة بالقتل
يعتقد
الرئيس الأمريكي وزمرته أن وجود الأمة
العربية والإسلامية خطأ يجب تصحيحه
باستئصال شأفة هذه الأمة عن ظهر
المسكونة. ولذا فهو يسابق إلى هدر دم
أبناء هذه الأمة واستباحة مقدساتها
والتنكيل بها بألف طريق وطريق. فمن
الحرب المشؤومة التي شنت على الشعب
الأفغاني لأنه أظهر صلابة في مقاومة
السوفييت، إلى احتلال العراق، إلى
الدعم التاريخي غير المحدود وغير
المسبوق للكيان الصهيوني، والذي توج
بالفيتو الأخير الذي يعطي شارون الضوء
الأخضر لقتل عرفات أو طرده من وطنه..
وعرفات
هو مثال للإنسان العربي والمسلم، بل هو
مثال معتدل جداً، حسب المقاسات
الأمريكية، فما خضع له عرفات من تطويع
وتدجين، يأباه 90 % من أبناء هذه الأمة
سواء على صعيد المعادلة الفلسطينية،
أو على صعيد العلاقة بالغرب الأمريكي،
حيث تقرر هذه الأمة بإباء وشمم أن
تتمسك بهويتها، وترفض أن تكون صورة
مستنسخة لحضارة الإنسان الغربي، التي
تنظر إليها على أنها شوهاء عرجاء مزيفة
؛ قد آن الأوان لتخر صريعة كما خرت في
موسكو منذ عهد قريب.
نظرة
الإدارة الأمريكية إلى الإنسان العربي
والمسلم ليست أفضل حالاً من نظرتها إلى
الهندي الأحمر الذي كان يقطن العالم
الجديد يوم استباحه الغازي الأوروبي
ليستأصل شأفة أبنائه وكأنهم قطيع من
النعاج. ثم إن إقدام الولايات المتحدة
على استخدام القنابل الذرية لأول مرة
في تاريخ الإنسانية ضد الشعب
الياباني، يكشف بجلاء عن هوية هذا
الإنسان، والمسارات الضالة التي يمكن
أن ينتهجها في سبيل تحقيق غاياته
الشريرة على هذه الأرض.
كل
ما كتب عن (إمبراطورية الشر) وعن (الأخ
الأكبر) حسب (راؤول 1984) يتمثل اليوم في
بوش وزمرته ولكن ستثبت الأيام أن هذه
الأمة أصلب عوداً وأكثر رسوخاً مما
يتصور الحالمون والواهمون. وسواء نجح
شارون في قتل أحمد ياسين وإسماعيل هنية
ومحمود الزهار أو لم ينجح وسواء أقدم
شارون على قتل عرفات أو طرده أو لم يقدم
فإن معادلة الصراع ستبقى محتدمة حتى
يندحر الشر بكل لبوساته وألوانه.
وأول
هذا الشر أن يتصور (مأفونٌ رأيُه) مثل
بوش وشارون أن معركته مع هذه الأمة، هي
معركة مع أشخاص مثل أحمد ياسين وعرفات،
أو مع منظمات مثل حماس وكتائب الأقصى،
أو مع شعوب مثل الشعب الفلسطيني
المستضعف على أرضه ؛ دون أن يدرك
بسطحيته الذهنية المنغلقة أن معركته
القادمة طويلة وطويلة لأنها معركة مع
القرآن والإسلام، وبالتالي فهي معركة
مع الله سبحانه وتعالى. والإسلام هو
الذي هزم كسرى وقيصر ابتداء، ودوخ
هولاكو وجنكيز خان وريتشارد قلب الأسد
وصد نابليون على أسوار عكا وأخرج تشرشل
وديغول من مصر والعراق ومن سورية
ولبنان والمغرب والجزائر.. معركة بوش
وشارون قد بدأت على أرض فلسطين وعلى
أرض العراق وعلى أرض أفغانستان ومن
المبكر جداً لقائد غرّ أن يعلن انتهاء
معركة في بواكيرها.
من
السهل على بوش أن يخوض المعركة على
طريقته وبإسلوبه ولكن سيكون الأصعب
عليه عندما تخوضها أمة القرآن على
طريقتها وبإسلوبها.
طالما
أردنا العلاقة بين الشعوب مودة وإخاء
وحواراً وأخذاً وعطاء وأرادوها على
نحو ما يمارسه علينا شارون وبوش فلتكن
إرادة الله دائماً هي الأعلى.
20
/ 9 / 2003
|