وزيرة
المغتربين السورية
تتودد
إلى الصهاينة
يبدو
أن النظام في سورية قد حسم خياراته،
وقرر الاقتداء بالهدي
الليبي على الطريقة السورية. ولا
يشترط أن تكون الطريقة السورية أقل
سريالية من الطريقة الليبية، ولا سيما
وأن (القرص) السوري في (العرس) (الصهيوني
ـ الأمريكي) يختلف كثيراً عن القرص
الليبي، فليبيا ليست دولة محاددة
للكيان الصهيوني، وليس لديها أرض
محتلة، وهي حين تتحدث عن (السلام) فإنما
تتحدث عن بعض المكياج لتحسين الصورة في
عين الفارس الأمريكي.
الأمر
مع سورية مختلف، ابتداء من رنة الخطاب
الذي بدأ يتواري شيئاً فشيئاً وراء
ضباب التوسل باللجوء إلى المتوسلين،
أو تحت عبارات التمويه في لعبة (الإثبات
والنفي !!).
أبرق
الساسة السوريون برقيات كثيرة، تعلن (البراء
.. والولاء) البراء من سياسات الماضي بل
من خطاب الماضي الاستعلائي القومي،
والولاء لكل ما يطلب إليهم موالاته،
لتكريسهم في ديوان الخدمة، فعلوا
الكثير ليثبتوا الجدارة وينالوا
الأهلية ؛ ولكن ...
(الخيار
السوري) طرق أبواب البيت الأبيض عن
طريق فرنسا وبريطانيا ثم قفز إلى قطر
وتركية. بالأمس أي في 25/1/2004 كان وزير
الخارجية السوري يؤكد كما نقلت عنه
وكالة الأنباء السورية سانا (أن بلاده
على استعداد للتعاون مع كافة الجهود
الدولية من أجل إحلال السلام في الشرق
الأوسط..) ولا ينسى الجميع أن سورية قد
وسطت تركية أكثر من مرة لإحداث اختراق
على صعيد العلاقات مع الإدارة
الأمريكية والكيان الصهيوني.
من
جهة أخرى أرسلت وزيرة المغتربين
السورية د. بثينة شعبان في مقال لها في
الشرق الأوسط أمس 26/1/2004 رسالة ود إلى
الكيان الصهيوني حين قرنت آلام
الفلسطينيين بآلام المحرقة التي تعرض
إليها اليهود في أوروبا..). وبمثل هذه
المقارنة الودود تدخل وزيرة المغتربين
في دوامة التباكي على آلام اليهود ـ
دون آلام مواطنيها السوريين ـ في وقت
بدأ فيه الرأي العام الأوروبي يصحو من
سكرة الخمرة الصهيونية، حيث أظهر
استطلاع للرأي وزعته رويتر في 26/1/2004 أن
35.7% من الأوروبيين يطالبون اليهود أن
يتوقفوا عن لعب دور الضحية لمحرقة
النازي..).
النواح
على أبناء وبنات المنطقة الذي مارسته
السيدة الوزيرة بنبرة من استدرار
الشفقة لم نتعود سماعها، ولا تصنع بها
المواقف والسياسات. إن أبناء وبنات
المنطقة هم ضحايا استبداد غشوم جعل على
رأس أولوياته أن يحول بينهم وبين
مشروعهم التحرري، ومشروعهم النهضوي
حتى غدوا مضرب المثل في الذلة والهوان..
للمفارقة فإن جريدة الشرق الأوسط نشرت
مقال توماس فريدمان (بصراحة يا عرب هذا
هو واقعكم) فوق مقال السيدة الوزيرة،
وهي فوقية لها أكثر من دلالة وأكثر من
معنى..
28
/ 1 / 2004
|