آخر تحديث يوم الاثنين 01 - 03 - 2004م

.....

وزير الإعلام السوري

طوارئ .. وعرائض

في منطوق وزير الإعلام السوري أحمد الحسن، ومفهومه أن احتلال الجولان هو السبب الأساس لاستمرار نفاذ قانون الطوارئ منذ واحد وأربعين عاماً ! ولكن الجولان الجبهة الصامتة منذ أيار 1974، تذكرك دائماً بالبركان الميت الذي جفت دموعه على حوافيه. وقانون الطوارئ يعمل في عفرين وحلب وحماة، وليس أبداً هناك (الجولان وما حوله) حيث أراد له السيد الوزير أن يعمل..

وعلى عكس ما قال الوزير، فإن (إبراهام بورغ) رئيس الكنيست الصهيوني السابق يكتب عن النجاح الأمثل الذي تحقق على الحدود السورية منذ صمدت اتفاقيات وقف إطلاق النار على طول الحدود مع سورية لأكثر من ربع قرن.. مما يعده بورغ نجاحاً باهراً لسياسات الصهاينة (راجع الحياة 14947ـ29/2/2004). احتلال الجولان المسكوت عنه، لم يعد يصلح ذريعة ولا مشجباً لقانون أريد منه أصلاً التجاوز على الوطن: الإنسان والإرادة والثروة، ومايزال بكل متتالياته وانعكاساته المدخل الأكثر وعورة في الحياة السياسية السورية.

ومن جهة أخرى يقلل متحدث باسم وزارة الإعلام السورية، من شأن إصدار عدد من رجال الأعمال والمثقفين السوريين بياناً باسم (حركة الإصلاح والتجديد في سورية) يدعو الرئيس الأسد إلى التغيير من دون ذكر أسماء الموقعين..

يقول المصدر العجب معلقاً (إن ما يصدر من بيانات مجهولة التوقيع لن نوليها أي اهتمام..). العجب أن العرائض التترى بدءاً من التسعة والتسعين إلى الألف إلى الثلاث مائة والثمانين إلى الخمسة آلاف كل هؤلاء كانت بأسماء أشخاص من لحم ودم.. ولكن أحداً لم يولها أي اهتمام.. لأن الاهتمام مقصور فقط على ما يأتي من هناك..

وينسى المصدر الإعلامي العجب أن السيد الرئيس في لقائه مع قناة العربية في الشهر الخامس من العام المنصرم، أكد أنه يطالب بنفس ما طالب به الثلاث مائة والثمانون، وأنه يعذرهم في إلحاحهم، وفي استبطائهم لعملية الإصلاح، ويعد الوعد القريب والقريب جداً بتحقيق ما جاء في تلك العريضة أو ما جاء قبلها وبعدها !!

تحرير الجولان الصريع الذي نام عنه حماته مطلب وطني إجماعي. ورفض الإملاء الخارجي على الدولة كل الدولة موقف وطني إجماعي أيضاً.. ولكن بقاء معتقل في السجن، ومهجر في مهجره، وحرمان طفل وليد من حقه في قيد السجل المدني ؛ كل تلك الأفعال لا تدل على أن مسيرة الإصلاح تسير..

1 / 3 / 2004