وثيقة
التطوير والتحديث
كيف
يستقيم الظل والعود أعوج
أرادوها
على طريقتهم لا على طريقة بوش..!!
وأردناها
مشروعاً عربياً إسلامياً ينبع من عقل
الأمة وقلبها ووجدانها. وأول ما يفجؤنا
في المشروع أو الوثيقة، وثيقة القمة
العربية (للتطوير والتحديث)، غياب أو
تغييب (الإسلام): الدين ـ الشريعة ـ
المنهج ـ الهوية ـ الإسلام قطب رحى هذه
الأمة، وعنوان وجودها، ومضمون
رسالتها، ومادة هويتها، والأساس
المتين الذي تبني عليه حاضرها
ومستقبلها. تقرأ الوثيقة فقرة بعد
فقرة، وسطراً بعد سطر، فلا تجد لهذه
الحقيقة الكبرى في وثيقة القمة ذكراً.
أإرادتهم تلك أم إرادة ذاك الذي زعموا
أنهم رفضوه؟! لسنا ندري
ثم
تبحث بعد عن (الحرية)، عن الفضاء الذي
حجره المستبد، والشمس التي أطفأها،
والسراج الذي خبا فخبا معه الفكر
والقلب والإرادة والإنجاز، فتجدها
متوارية بين السطور وكأنها أنثى
العربي يتوارى بها من القوم (أيمسكها
على هون أم يدسها في التراب)!!
وبين
هذا وذاك يصدمك معنى (التطوير والتحديث)
فتذكر قول الأول: (من حبي لثوبي رقعته)
فتتساءل: ولماذا لا يحرص القوم على
منهجهم الترقيعي في الحفاظ على أصول
شجرة (الزقوم) التي ما أثمرت للأمة إلا
رؤوس الشياطين؟!
فأي
تحديث وتطوير لمناهج الاستبداد وخنق
الحريات، والعبث بحقوق الناس وحيواتهم
وأرزاقهم، ولا سيما بعد أن أصبحت
المدنية الإلكترونية قادرة على التنصت
عليك، وإحصاء أنفاسك، وبعد أن غدا
الجلادون في الزنازين أطباء أخصائيين
ـ وعفواً من نقابات الأطباء العرب ـ
يعملون بفنية تليق بعصر التطوير
والتحديث؟!
كيف
ستطور وتحدث آليات ومناهج الفساد
والإفساد سواء على صعيد الاقتصاد: (الاختلاس
ـ الابتزاز ـ شراكات الحماية ـ غسيل
الأموال ـ التهريب ـ زراعة المخدرات
والاتجار بها ..) أو الإفساد على صعيد
التربية والتعليم والتثقيف في عصر
الفضائيات الجامح الذي لا يبقي ولا
يذر؟!
كيف
ستطور وتحدث صناديق الاقتراع التي لا
تنجب ـ وهي عقيم ـ إلا التسعات التسع
لصاحب الحظ، أو القوائم الموحدة
للأحزاب المثمرة للأيدي
الأوتوماتيكية في مجالس الشعب
العربية، التي ترتفع بضغطة زر وتنخفض
بأخرى؟!
التطوير
والتحديث..؟!
ماذا
سيطورون؟! وماذا سيحدثون؟! والرمح الذي
لم يتذكر حامله يوماً الطعن لتحرير
الجولان أصبح من مخلفات الماضي،
وبواقي قرن اندثر؟!
لا..
لن يستقيم الظل والعود أعوج. وإرادة
الإصلاح إن وجدت ينبغي أن تعيد النظر
في أسس المشروع النهضوي العربي.. ومن
هنا ينبغي لهذا المشروع أن يعود إلى ما
حاول مشروع بوش محاربته وثيقة القمة
الهرب منه، لا بد من العودة إلى
الإسلام الدين والشريعة كمنطلق وأساس،
وإلى الحرية كمناخ وفضاء.. (الإسلام ـ
والحرية) هما جناحا الانطلاق وهما
العنصران اللذان تفقدهما وثيقة القمة
للتطوير والتحديث.
25
/ 5 / 2004
|