برق
الشرق
يبحث
الأمريكيون عمن يقتل بدلاً عنهم !!
مع
أن المقاومة العراقية ماتزال في طورها
الأولي التلقائي، لم ينعقد لها لواء،
ولم يشتد لها عود ؛ فقد ضاج الرئيس
الأمريكي وإدارته من عدد القتلى الذين
يتساقطون في مدن العراق وقراه. حلم
الرئيس الأمريكي بالاحتلال (النزهة)،
وبالسيطرة على الأرض والإنسان
والثروة، قد تبخر. تبدو فاتورة غيث
المقاومة الذي أوله قطر قد أبهظت
الإدارة الأمريكية، وخيبت آمالها،
فانزلقت من موقع العربدة والصلف، إلى
موقع المستغيث الذي يتسول المخرج بأي
ثمن.
سعي
الإدارة الأمريكية إلى الأمم المتحدة،
التي تجاوزتها وتجاوزت قراراتها
وشرعيتها يوم شنت حربها الظالمة على
العراق، دليل إفلاس أمريكي أمام
معادلة الصمود الصعبة في معركة العراق.
فبعد أن انتهت
معركة الولايات المتحدة، معركة
الطائرات والصواريخ والبوارج، بدأت
معركة الشعب العراقي، وهي معركة
الإنسان، وحين كافح الإنسان وجه
الإنسان، كان وجه العراقي هو الأنضر
والأجرأ والأقدر.. وما تنقله وكالات
الأنباء عن حالة الجندي الأمريكي
المدجج بالسلاح والمكلل بالخوف والجبن
والفزع، حتى (لو رأى غير شيء ظنه رجلاً)،
يحمل الكثير من الدلالات.
لا
نظن عاقلاً في هذا العالم، وبشكل خاص
في عالم العرب والمسلمين، يمكن أن يفكر
بدخول العراق تحت راية الاحتلال، سواء
كانت راية بريمر، أو راية الأمم
المتحدة ليذبح مكان الجندي الأمريكي،
الذي غرته سكرة القوة فدفعته إلى
اقتحام الخصوصية الإنسانية والقومية
والوطنية لشعب العراق القوي المعتز
بعقيدته وحضارته.
على
العالم أجمع ألا يلقي لبوش حبل النجاة،
وأن يتركه يدفع ثمن الغرور والصلف
والعجرفة، حتى لا يفكر، أو من يخلفه،
مرة أخرى بارتكاب حماقات كتلك التي
ارتكبوها في (هيروشيما) و(ناجازاكي)
وفيتنام.. وعاشراً وليس ثالثاً في
العراق.
على
العالم أجمع أن يتخلى عن بوش وبلير
اللذين تخليا عن الشرعية الدولية،
ومجلس الأمن ومضيا في طريقهما إلى
الهاوية والكارثة وحيدين.
بل
على هذا العالم أن يمد يد العون
والتأييد والدعم للمقاومة العراقية
على اختلاف وسائلها وأساليبها. لأن
الذي يدافع عن العراق اليوم إنما يدافع
عن بلده ضد إمبراطورية الشر التي صنفت
دول العالم ووضعتهم على قائمة الدور في
حصادها
ينبغي
ألا يستغرب الفرنسيون أو الألمان أو
اليابانيون أن يفجؤهم خليفة من خلفاء
بوش بجيش عرمرم يوماً، لأنهم رفضوا أن
يشربوا (الكولا) أو أغلقوا مقراً من
مقرات (الماكدونالدز)، وأن يعتبر سيد
حينه في البيت الأبيض أن ذلك الفعل
يهدد الأمن الأمريكي، كما أسلحة
الدمار الشامل التي تأتي على الوجود
الأمريكي من قواعده.
على
الدول الإسلامية والعربية أن تعمق
أكثر المستنقع تحت أقدام الأمريكي،
لكي لا يجد الرئيس بوش ولا مساعدوه
الفرصة، لكتابة خطبة الجمعة للحرم
المكي أو لمسجد في أعلى جبال اليمن أو
لقرية من قرى الإسلام في عين العرب أو (عينتاب)
أو بلخ أو سمرقند أو نيسابور.
أما
الذين سيتورطون للدفاع عن الاحتلال،
أو سيقدمون جنودهم قرابين تذبح بدلاً
عن الجندي الأمريكي، وحماية لمصالحهم،
فهم أولئك الذين أغمضوا أعينهم ببلاهة
ينتظرون سكين الجزار. وهذا إن كان،
ونسأل الله ألا يكون، سيجعل من كل من
يرتدي بزة جندي الاحتلال هدفاً
مشروعاً لشعب العراق ولمقاومة العراق..
سواء دخل هذا الجندي بقرار مباشر من
بريمر أو بقرار غير مباشر من وكيله
كوفي أنان.
27
/ 9 / 2003
|