برق
الشرق
حين
يتحالف بوش وشارون
لإجهاض
خارطة الطريق !!
تقدم
الولايات المتحدة نفسها كوسيط عدل في
مشروع سلام بعيد المدى في (الشرق
الأوسط). وهذه هي التسمية التي تتمسك
بها الولايات المتحدة كجزء من مشروعها
الكبير. ولقد أكدت الولايات المتحدة،
عبر سياساتها، حتى الآن أن المشروع (المتقلص)
جداً، الذي تتقدم به لإثارة غبار دولي
تنفذ من خلاله مخططاتها، ليس إلا
محاولة تكتيكية لإحداث إنشقاق في الصف
العربي والفلسطيني، وإيجاد ذرائع من
ثم لضرب أبناء الأمة بعضهم ببعض.
لسنا
بصدد الإشادة بالموقف الحكيم الذي
اتخذته الفصائل الفلسطينية، ولكن هذا
الموقف قد ألقى الكرة الملتهبة إلى
أحضان الولايات المتحدة وحلفائها،
وأجهض بالتالي مخططها ومشروعها
المطروح ليس للتنفيذ، وإنما فقط لزرع
الفتنة. برودة الأعصاب، وكبت
الانفعالات مطلب صعب وعسير، ولكنه
ضروري وحيوي في هذا السياق الدولي
الرديء، وقد أحسنت الفصائل الفلسطينية
المقاومة الدخول فيه وندعو الله أن
يعينها على حسن الخروج منه.
حقيقة
الأمر أنه لا الرئيس بوش، ولا أحد من
أركان إدارته، كما لا أحد في المعسكر
الصهيوني عنده استعداد لتنفيذ عشر
المطروح في الخارطة المقترحة. برودة
الأعصاب، واستجماع القوة، وإعادة
ترتيب الأوراق، سيعني ألا يترك لشارون
وبوش خيار غير أن ينقلبا صراحة على هذه
الخارطة التي يتذرعون بها!!
أول
المطر الأسود الذي جاء من قبل إدارة
بوش أنها اعتبرت موقف الفصائل
الفلسطينية غير كاف، وطالبت (أبو مازن)
بأن يقوم بالاعتقال وربما القتل
لتحقيق ما تطلق عليه عنوان تفكيك
المنظمات، وتفكيك (المنظمات) منظمات
المقاومة، هو المطلب الأمريكي المعكوس
لما تقتضيه خارطة الطريق من تفكيك (المستوطنات)
لتحقيق قيام دولة فلسطينية على أرض
فلسطينية (متصلة) !!
إن
استمرار أي مستوطنة بين ظهراني
الفلسطينيين يعتبر حسب القانون الدولي
خروجاً على الشرعية، وعملاً
استفزازياً أخطر بكثير من أي عمل مقاوم
قد يقدم عليه أي فلسطيني يسعى لتحرير
إرادته وأرضه.
تقارير
المراسلين تفيد أن (شارون) وبالتواطؤ
مع الوسيط (النزيه) بوش قد صعد من
عمليات إنشاء مستوطنات جديدة منذ
إشهار خارطة الطريق. وحسبما يقول
ناشطون في حركة (السلام الآن) بعد
ملاحظة تنامي عدد المستوطنات: إن
نمو هذه البؤر الاستيطانية دليل على
عدم جدية الحكومة الإسرائيلية في
التزامها بخريطة الطريق. ويعلق (غابريل
شيفر) المختص بمتابعة عملية السلام في
الجامعة العبرية أن الحكومة تغمز بعين
للمستوطنين، وللحكومة الأمريكية بعين
أخرى (إنه وضع ميئوس منه) ويمنع تحقق
السلام مع الفلسطينيين أو مع أي دولة
فلسطينية.
وإلى
جانب استمرار شارون بنشر المستوطنات
والتمسك بها، فإنه من ناحية أخرى رفض
الالتزام بأي (هدنة) حقيقية مع
الفلسطينيين، واحتفظ لنفسه بالحق
بالقيام بأي عملية إرهابية يراها
ضرورية دون أن يتلقى هذا الموقف أي هزة
رأس أمريكية إلا هزة الإغضاء
والموافقة.
ويأتي
أخيراً رفض شارون إطلاق سراح
المعتقلين الفلسطينيين، واختزال رقم
ثمانية آلاف إلى ثلاث مائة، ما يقرب من
مائين منهم معتقلون جنائيون.
إن
تجاهل صوت الوسيط الأمريكي، الذي
عودنا أن يطلق صريخ الاستنكار لكل حجر
فلسطيني مقاوم، جميعِ الممارسات
الصهيونية ؛ يؤكد على ضرورة أن تنسحب
المقاومة من الساحة ولو إلى حين،
ليتفاهم المتحررون الجدد مع قدماء
المحافظين.
8
/ 7 / 2003
|