آخر تحديث يوم الأحد 10 - 08 - 2003م

.....

برق الشرق ـ رؤية

يد الإثم تضرب السفارة الأردنية

العدوان الغادر على السفارة الأردنية في بغداد، صورة من صور أعمال الطيش والفوضى التي تدب في عالمنا العربي والإسلامي. وهي أعمال مجنونة تفتقد حتى الذرائعية التي تقوم أحياناً على المنطق الغشوم.

ولا يمكن لهذا العدوان أن يندرج شرعاً وعقلاً إلا تحت عنوان الجريمة والإثم، الجريمة التي يستحل أصحابها الحرمات، وينشرون في الأرض الفساد، غاية سعيهم إشاعة الفوضى وسفك الدماء.

وإذا كنا لا نفرق في إدانتنا لهذه الجرائم بين قطر عربي وآخر، فإن من حقنا كذلك أن نتساءل: السفارة الأردنية لماذا ؟! والأردن هو واحد من الأقطار العربية القليلة والقليلة جداً، التي يحظى فيها الإنسان بقسط وافر من الحرية والكرامة، وهو واحد من الأقطار العربية القليلة التي كانت رئة العراق خلال محنة العراق الطويلة، وهو واحد من الأقطار القليلة الذي أخذ قراره منذ قيامه أن يكون واحة أمن للمقهورين والمضطهدين والمظلومين من أبناء الأمة !!

ثم ألا يكفي العراقيين مالاقوه وما يلقونه من الاحتلال، حتى تعمل الأيدي الغبية في نطاق عملية تحويل مريضة للانتقام من الذات بدلاً من توحيد الجهد لمواجهة الاحتلال.. ؟!

ليس لأحرار الأمة ولعقلائها إلا أن يتحدوا معاً للتصدي للفوضوية والعشوائية التي تدفع الأمة إلى وهدة التآكل الذاتي، الذي يزيدها وهناً على وهن، مع كل ما هي فيه من بلاء وعناء.

نستنكر ما وقع على سفارة الأردن في بغداد، نستنكر الهدف والمنهج والسياق والفعل، وندعو إلى المزيد من الوعي والالتزام. ونرى أن المسؤولية الأساسية في ما جرى تقع على كاهل الاحتلال الذي يناط به الحفاظ على الأمن والأمان، أمن الأفراد وأمان المجتمع والمؤسسات.

للشهداء الذين أصيبوا الرحمة، وللمصابين الشفاء العاجل، ولأمتنا وشعوبنا ولقيادة الأردن وشعبه حسن العزاء.

10/08/2003