صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 24 - 02 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

في ذكرى الجمهورية العربية المتحدة

هل تنفع الذكرى ؟

كانت الوحدة (السورية ـ المصرية) في الثاني والعشرين من شباط سنة 1958 الحدثَ الأكثر ألقاً في تاريخ العرب الحديث. كما كانت العتبة الحقيقية لولوج أمتنا عصر النهضة بأبعاده: الحضارية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.

كثيرون ممن يتلونون على عهد الوحدة، ويقتنصون الذرائع من يمنة ويسرة، لتسويغ الانقلاب عليها، إنما يسوغون في حقيقة الأمر فرقة الأمة وشتاتها وهذا العار التي ترسف فيه اليوم، وهي لا تملك أن ترد يد لامس، ولا مقال قائل. ومهما كانت وجاهة ما يتذرع به المتذرعون، في الانقلاب على دولة الوحدة فلم يكن العلاج إلا بتعزيز هذه الوحدة كحقيقة مطلقة ونهائية في حياة هذه الأمة وصيرورتها المستقبلية. لقد كان الانقلاب على الوحدة بداية الانهيار المعاصر في حياة الأمة، بعد حلم نهضوي راود نفوس الجميع.

قد يخطئ السياسي، وقد يحيف الزعيم، أو يتجاوز، ولكن تبقى حقيقة الأمة الخالدة أكبر من أن تربط بحقيقة الأفراد الزائلين. فيجيء فرد ويروح آخر، وتبقى منجزات الأمة الكبرى حقائق واقعية ينبغي حمايتها وصيانتها من عبث العابثين.

وقائع التاريخ تؤكد أن الكيد للوحدة بدأ مع اللجنة العسكرية، وفي القاهرة عاصمة دولة الوحدة على أيدي المؤسسين لهذه اللجنة (جديد ـ والأسد ـ وعمران ـ والجندي ـ والمير ـ وحاطوم). أكان هذا الكيد إشارة إلى أن السواد العام لجمهور الأمة، الملتقية على قلب رجل عربي واحد (سوري ومصري) يمكن أن تفوت الفرص على أصحاب الطموحات الخاصة، من ذوي المذاقات المتلونة بألوان الهوامش التاريخية لهذه الأمة.

بدأ الكيد للوحدة في إطار اللجنة العسكرية، وتم  تكريس الانفصال على أيدي نخبة من (الوحدويين !!) (عفلق والبيطار والحوراني) الذين وقعوا صك الانفصال في ساعة من ساعات التاريخ الذليلة. وذلك ليتحولوا بها من واقع قائم إلى شعار يحتمون وراء ترداده في الصباح والمساء !! في حين امتنع عن التوقيع على هذا الصك من كان على خلاف أساسي مع زعيم الوحدة يقيناً منهم أن الوحدة منجز من منجزات الأمة لا يرتبط تأييدها أو معارضتها بالموقف من حاكم أو حزب. أوليس هذا ما يجري في تحديد المواقف من الحرب على العراق اليوم حيث تبدو أصالة أبناء الأمة في مقاومة هذه الهجمة الإمبريالية الشرسة على العراق بغض النظر عن المواقف الجزئية والفرعية.

الذين قتلوا الوحدة، جهاراً نهاراً، ودفنوها بمآق حمر من الحقد لا من الحزن، ليشقوا طريقهم إلى الثامن من آذار باسمها أيضاً، ومن ثم ليرتكبوا مجزرتهم الأثيمة بحق نخبة من ضباط الجيش العربي السوري في الثامن عشر من تموز. ولقد مر ما يقرب من نصف قرن على الانفصال الفاجعة وهم مازالوا يرددون دون ملل في كل صباح ومساء (وحدة ...)، ومازالوا يذرفون عليها دموع ... ولا ندري ما الذي يحول بينهم وبين الوحدة ؟!

في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة نطل من ليل الفرقة والشتات والذلة والمسكنة لنؤكد أن طريقنا إلى الغد المترع بكل ما يحلم به الإباء العربي في وحدة لن تنجزها إلا إرادة العاملين المخلصين.

24 / 2 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ