ـ |
ـ |
|
|
|
|||||||||||||||||||
اتجاهات
الشباب العربي ومشكلاته سورية
أنموذجاً (4) الشباب
المعولم والشريحة
الثالثة الشباب المعولم : شريحة
ثالثة من الشباب تعلن أو تستبطن
البراءة من
الهوية. تنظر باستخفاف أو
ازدراء أو اتهام؛ إلى الحضارة
والثقافة والقوم والأهل. وتمتد
النظرة عمقا لتشمل التاريخ
والحاضر والمستقبل. الأمة التي
أنجبت متهمة حضاريا وثقافيا
وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا،
في صورة من الغمط والطمس. شريحة
كنا نلمحها منذ خمسين عاما في
طلاب المعاهد والمدارس
الأجنبية. تمتد هذه الأيام
لتشمل أطيافا أوسع من بنين
وبنات المجتمع. ومن الغني عن
البيان أنه في دائرة الموقف
الضنك هذا يلتقي أصحاب توجهات
مختلفة ومتباينة من مدارس الفكر
والثقافة والسياسة. ولقد
أسس لهذه الشريحة، وأعطى موقفها
خلفيته النفسية والفكرية تكريس
حقيقة أن هناك عالما أول وعالما
ثالثا في السياسة والثقافة
والاقتصاد والاجتماع. وأن على
دول العالم الثالث وشعوبه
وأفراده أن يجاهدوا ليلحقوا
بالعالم الأول، وأن يقلدوه في
كل شيء. ويؤكد
أصحاب هذا الاعتقاد أن النظام
السياسي الأمثل بكل معطياته هو
نظام العالم الأول بنظرياته
ومناهجه وطرائقه وقواه
وشخصياته. وأن المعطى الثقافي
الأجمل هو ما ينتجه العالم
الأول من فكر وأدب وفن، العالم
الأول هو الأول الذي يجب أن
يُحتذى ويُقلد فيما يحمد وفيما
يعاب؛ كما ثبتها طه حسين في
مستقبل الثقافة في مصر منذ ما
يقارب القرن. تسمع
هؤلاء الشباب يدافعون عن
الرأسمالية في بعدها الاقتصادي
وهي تنهار!! فالوفرة الاقتصادية
ونظام أنفق
قبل أن تملك (الفيزا كارت) قد سد
عليهم كل الآفاق. واستمع إلى ما
شئت أو إلى ما لا تشاء من
إنشاءات المديح لنظام العلاقات
الاجتماعية، وإعلانات ومواثيق
المنظمات الأممية على سواء.. موقف
حضاري متماه في مجتمعاتنا في
بنية جميع الطبقات والانتماءات
والخلفيات، وهو موقف حضاري
يتشعب في عوالم السياسة
والثقافة والاجتماع والاقتصاد.
ترصده لدى الشباب العربي في
جميع الأقطار، وفي جميع البنى
والتوجهات. وثمة
أسباب سياسية مباشرة في وطننا
سورية (أنموذج البحث الذي
حددناه) لترصد موقف التبعية
النفسية والحضارية هذا في صورة
موقف ارتدادي ينطلق من موقف
ثقافي أولي مهزوز أمام الانتماء
ومعطياته، والهوية الثقافية
والقومية ومكوناتها؛ ليكون
لدينا فريق من شباب رافض، يفلسف
رفضه ويحوله إلى مواقف وبرامج،
يعبر عنه من خلال الارتباط
بمصادر داعمة منتشرة في أنحاء
هذا العالم هنا وهناك.
وتتضافر
المنطلقات الثقافية الأولية
لما يسمى، العالم الأول، مع
سياسات التهميش والإقصاء
المحلية لتفرز شريحةَ الشباب
الرافض والمبرمج على إيقاعات
العولمة الرأسمالية. شباب عربي
أو وطني ناشط يرفع شعار وداوني
بالتي كانت هي الداء!!. في
الأطر الثقافية والسياسية
والاجتماعية والاقتصادية يتحول
الناشطون في هذه الشريحة إلى
نقيض وطني وقومي. ويختلط عليهم
مشروع المعارضة لواقع اجتماعي
متخلف، أو نظام سياسي مستبد، أو
لعالم اقتصادي يحكمه الفساد؛
يختلط كل أولئك بمعارضة المشروع
الحضاري لأمتهم في مبادئه
وتجسداته وماضيه وحاضره
ومستقبله ورجاله. شباب
تتلقفهم (نوادي) الأجندة
الدولية التي تقود حربها
الساخنة والباردة على أمتنا،
فبعد أن تأكدت أنها انتصرت في
حربها الثقافية على النقيض الذي
تمت إزاحته ( الخطر الأحمر)
امتدت بسوء تقدير لفتح معركة مع
تدعوه ( الخطر الأخطر) وبنفس
الأساليب العتيقة، هل يذكرنا
باستراتيجية تبني المنشقين
السوفييت شيء؟!.
وتندفع شريحة من أبناء
أمتنا الناشطين والمتميزين إلى
الانشقاق عن جسم الأمة العام،
تحت عنوان الدفاع عنها والشفقة
عليها، لتلتحق بما يُسمى
بمؤسسات (العمل العام) و (
المجتمع المدني ) لخدمة نشاط ما،
له مخصصاته المالية في بنود
الميزانية الأممية. (حقوق إنسان!!)
بل ربما أفضل (دفاع عن قضايا
المرأة)، بل ربما أهم ( الدعوة
إلى الديمقراطية ) أو(تمزيق
الهوية) أوخلع العذار والشعار
والدثار والرداء والمئزر
أحيانا. شباب ( رجال ونساء)
يتماهى مع كل
موجة، ويتعلق بكل ما يطفو،
ويكرر كل ما يقال له، ويصدق أو
يتظاهر بتصديق كل زعم. لا يبالي
أن يتبرأ من أمته، وأن يرمي بكل
نقيصة قومه ومجتمعه، فأمهاتهم
كما يقولون كنّ إماء، وآباؤهم
كانوا ذكورا جلاوزة، وفي
مجتمعاتهم تؤكل لحوم البشر.. شريحة
همها الجهر بالسوء من القول،
وإبداعها في تدبيج قصائد الهجاء
للمجتمعات التي نشأت فيها، أو
انتمت بحكم مولد تلعنه إليها،
بل لا يبالي أحدهم أو إحداهن أن
يهجو أباه وأمه وقومه وعشيرته
فيسخر من العقل ومن النفس ومن
الحضارة والتاريخ والماضي
والحاضر، يشتري بعض الرضا ببيع
نفسه في سوق للنخاسة لا تخفى
أبعاده. فإذا
انضاف إلى ذلك أن انتمى أحد
أفراد هذه الشريحة إلى خصوصية
عرقية أو دينية أو مذهبية فحدث
عن بني إسرائيل ولا حرج!! فلقد
امتلك هذا الشاب المتداعي نفسيا
المتهالك إنسانيا مفتاحَه
الذهبي لينال كل ما يحلم به،
والذريعةَ ليشتم التراب التي
نما جسده من خيره، والمعارجَ
القانونية الأممية التي تعطيه
كل الحقوق، وتعيره كل المنابر،
وتطوف به على كل المسارح، كشاهد
على دين وحضارة ومجتمعات وتاريخ
وحاضر ومستقبل.. في
الاستراتيجية الجديدة لأعداء
هذه الأمة تعد هذه الشريحة
لتكون جسرا تعبر عليه الأحلام.
أو يُنظر إليها كحصان خشبي يمكن
أن يكون ستارا لعملية تسلل إلى
قلب مجتمعاتنا لتقويضها من
داخلها.. ومرة
ثالثة أو رابعة الإدانة ليست من
هدف هذه الدراسة. وظن البعض من
أبناء هذه الشريحة أنه قادر على
اللعب مع الكبار أحلام شباب. وما
أثبتناه عن بعض مؤسسات العمل
العام وبنى المجتمع المدني لا
يشمل الجميع، بل نعتقد أن
مجتمعنا بحاجة إلى المزيد من
هذه المؤسسات التي تنشأ في
الحضن الحضاري للأمة والوطن. حديثنا
عن هذه الشريحة
يستنفر المصلحين، ويستدعي
فتح الآفاق
والمتابعة والتقويم.. إنهم
أيضا يجب أن يثيروا القلق
ويدفعوا إلى التفكير، التفكير
الاستراتيجي المنتج وليس
التفكير الأمني المحبط. ويتبع وشباب مكدود... للاطلاع على الجزء الثالث الرجاء اضغط هنا للاطلاع على الجزء الثاني الرجاء اضغط هنا للاطلاع على الجزء الأول
الرجاء اضغط
هنا --------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
السبت
23/1/2010م
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |