|
المشروع
الأمريكي
كسر
الإرادة.. ومحو الهوية
ننشر
اليوم على موقعنا التقرير الرعيب الذي
نشر في 2/5/2004 في النيويوركر بقلم سيمون
ام هيرسن. وهو تقرير معبر عن الحالة
الحضارية والمدنية للجنود المفتقرين
للحضارة والمدنية والذين يزعم سيدهم
بوش أنهم رسل حضارة وتمدين!
الأعجب
في الأمر أن الصراعات الداخلية للقوى
المتوازنة داخل تلك المجتمعات والتي
تسمح بتقصي مثل هذه الحقائق أصبحت مثار
إعجاب العرب الأمريكيين الذين تحولوا
من مديح رسالة (التمدين) إلى الثناء على
الآليات التي كشفت هذا الخزي المثير
للتقزز كما تظاهر سيدهم.
نعتقد
أنه ليس جديداً ما اكتشف في سجن (أبو
غريب) أو ما سيكتشف على ساحة العراق..
فالمشروع الغربي ـ الاستعماري ـ الذي
ورثه المشروع الأمريكي منذ أواسط
القرن الماضي أخذ على عاتقه دائماً كسر
إرادة الأمة ومحو الهوية العربية
الإسلامية.
كانت
المناهج والآليات والأدوات بالنسبة
إلينا دائماً واضحة. وما جرى في السجون
السياسية العربية من عنف وقسوة وخروج
على المعايير والقيم، كان غربياً ثم
أمريكياً بامتياز. النازية والفاشية
والستالينية والبوشية والشارونية هي
وجوه لحقيقة واحدة اسمها الحضارة أو
المدنية الغربية.
الذي
أثبتته الصور المتسربة من سجن (أبو
غريب) لم تأتنا بجديد، وإنما ألحقت
الفرع العربي بأصله الأمريكي. فقد كانت
مهمة رجال السياسة ومنظمات حقوق
الإنسان في الغرب وحملة الأقلام
الأمريكية في عالمنا، خلال قرن مضى، أن
يتستروا بالصمت المريب على أشكال
الخزي تلك التي كانت تتم بأيدي أتباعهم
من أبناء الجلدة.
ليس
تهويناً لحجم الجريمة الأمريكية،
وإنما محاولة لإلحاق الفرع بأصله.. فقد
كنا دائماً، نظراً لضعف الإمكانات
وقصور الآليات، نردد أن ذاك الذي يجري
في سجوننا السياسية العربية فظيع
ومثير للتقزز وغير منتم أبداً لقيم
أمتنا وحضارتها وأصالة إنسانها. وجاءت
صور أبو غريب وفظاعات ما حملت إلينا
وكالات الأنباء صناعة أمريكية بامتياز
فاقت بالطبع تلك الصناعات التقليدية
التي اندفع فيها المقلدون من بني
جلدتنا.
بإمكاننا
الآن أن نرى (حامل رسالة الحرية)
الأمريكي على حقيقته، وننزع عن
الدكتور (جايكل)
صدارته البيضاء ليظهر كما هو وحشاً
بشرياً يمتعض وحش الغاب من مقارنته به.
طالما
شعرنا بالخزي الوطني، عندما كان
الأمريكيون يكتشفون هواننا على أيدي
بني جلدتنا، وينبشون مقابرنا
الجماعية، ويعبثون بهياكلنا العظمية
وجماجمنا!!
أثبتت
فضائحية أبو غريب أن كل الذي نفذ
علينا، إنما نُفذ بالوكالة وبالأمر،
ولم يكن منفذوه إلا أدواته المباشرة.
احتلال العراق أسقط الستارة عن ذاك
الممسك بخيوط الدمى المحرك لها. دون أن
يسوق بعض العذر لسلوك الجناة.
نحن
نصدق المجندة الأمريكية /ساربينا
هارمان/ أنها لم تكن سوى أداة مثلها مثل
حامل أي سوط عربي سواء كان في سدة الحكم
أو في قبو من أقبية السجون.
حين
سيصل حبل التحقيق، إن وصل، إلى قاع
الدود، حيث يقبع (الوحش) أو (التنين)
سنجد هناك الفاعل الحقيقي لكل هذا
القرف الإنساني. وسيكون للحرية
الأمريكية فضيلة صنع هذا القرف
وترويجه مباشراً وغير مباشر.. وللشعوب
التي تحتمل كل أشكال الأذى لتجاوز
المهانة والانتصار لإنسانية الإنسان
كل الكرامة والشرف. وإنها لمعركة
للإنسانية أجمع وللإنسان الحر حيثما
كان: ولتعلمن نبأه بعد حين.
رابط
التقرير: ـ
تعذيب في سجن (أبو غريب)(11/05/2004)
11
/ 5 / 2004
|
